تميّزت المملكة العربيَّة السعوديَّة بحضارتها المنفردة عن غيرها، تحققت هذه الحضارة بامتداد ملحمة التوحيد التي شهدتها المملكة، ووعاها التاريخ وراقب أصالتها، وكان ولازال شاهدًا عليها.
هذا العمل الجبار الذي تحقق بعد مشيئة الله بقيام دولة التوحيد كان نقطة البداية لما وصلت له المملكة اليوم من مستوى ومكانة ومنزلة على خريطة العالم.
لكل من شهد العصر يمكنه القول إن العديد من الجوانب التنموية التي شهدتها مملكتنا الحبيبة منذ توحيدها وحتى الآن في شؤون التنمية والتطوير والتحديث لتشهد أن المملكة ولله الحمد سبقت الكثير من الدول بخطوات رصينة ومتزنة وجبارة وأصبحت هذه الخطوات إنجازات تعتز بها مملكة التوحيد.
وإذا كان توحيد المملكة العربيَّة السعوديَّة يوصف بأنَّه ملحمة لم يشهد العالم في عصرنا الحاضر إلا أمثلة محدودة لها، فإنَّ استحقاق ذلك الوصف يرتكز على منهج متميِّز استطاع الملك عبد العزيز أن يطبّقه على أرض الواقع في رسالة عملية أرسى من خلالها قواعد حكم يقوم على أسس الشريعة الإسلاميَّة ويطبّقها على مستوى حياة الفرد والمجتمع والدولة.
إن الأمن الذي أنعم به الله جلّت قدرته على هذا الوطن الغالي هو الركيزة الأساسيَّة لمختلف أوجه التنمية في كافة مناحي الحياة في المملكة، لهذا فإنَّ على المواطن الكريم مسئوليات كبيرة في الحفاظ علية وقد تزيد المسؤولية على شبابنا الرائع والجميل ذي الهمة والمروءة.
فعندما امتن الله عزَّ وجلَّ علينا بنعمة توحيد المملكة وزادنا من فضله بأمننا وأماننا فإن ذلك يحتاج منّا إلى وقفة مع أنفسنا لنستشعر هذه النعمة العظيمة ونحسن شكرها فمن دوام النعم شكر المنعم عزَّ وجلَّ.
في هذا الوقت علينا أن نربط بين حاضرنا وماضينا القريب علينا أن نتذكَّر كيف كنا؟ وكيف أصبحنا؟ علينا أن نستشعر نعمة الله علينا في توحيد القلوب واجتماع الكلمة..
علينا أن نتذكَّر جميعًا حق هذا الوطن وحق ولاة أمره وعلمائه وشعبه.
حق علينا أن نشكر الله عزَّ وجلَّ على هذا الفضل العظيم وأن نجعل كل يوم من أيامنا يومًا للوطن، فهذا الوطن المعطاء يستحقُّ منا أن نحميه ونذود عنه وأن نتحمل مسؤولية أمنه وأن يظهر في هذا الوقت لحمة الشعب مع ولاة الأمر والعلماء ضد كل من أراد بوطننا سوءًا.
أدام المولى علينا أمننا وأماننا..
د.زينب عبدالعزيز المحرج - جامعة الملك سعود