|
أسعد كثيراً عندما أجد أحد الأطفال يحمل في يده الصغيرة علم المملكة الخفاق المضيء بشهادة الإسلام تعبيراً عن فرحته باليوم الوطني لبلادنا المباركة وتتضاعف فرحتي عندما أسأله لماذا تحتفل بهذا اليوم فتأتي الإجابة بأنه يوم تتويج ملحمة توحيد المملكة على يد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود – يرحمه الله.
وأشعر بالزهو والفخر عندما أجد الشباب من أبناء الوطن وقد وضعوا الأخضر الخفاق فوق سياراتهم احتفالا بيوم الوطن ويتضاعف الإحساس بالزهو عندما تجدهم يدركون أهمية هذا اليوم الفاصل في تاريخ المملكة والذي كان البداية الحقيقية والانطلاقة القويمة لبناء الدولة السعودية الحديثة بكل ما تعنيه كلمة «حداثة» ويعرفون جيداً أنه في مثل هذا اليوم قبل 83 عاماً أصبحت وحدة الأراضي السعودية والشعب السعودي حقيقة لا مجال للتشكيك فيها أو النيل منها والأهم أن هؤلاء الشباب يعرفون أيضاً أن كل ما ننعم به من رخاء وخير الآن هو أحد ثمار هذا اليوم المجيد.
ومرجع السعادة والزهو والفخر هو أن ذلك يؤكد أن الشباب والأجيال الجديدة في غمرة احتفالاتهم باليوم الوطني غير مشغولة بالمظاهر الاحتفالية والتي تتفق في ابتكارها فقط وإنما وهذا الأكثر أهمية والأعظم أثراً أنها تدرك أهمية وحدة الوطن أرضاً وشعباً باعتبار ذلك الركيزة الأساسية للنهضة التي ننعم بثمارها وكذلك لاستمرار مسيرة التطور والنماء في المستقبل، ووجود مثل هذا الوعي والإدراك لدى الشباب والناشئة والذين لم يعايشوا ملحمة التوحيد ولم يعانوا مما كان قبلها من ضيق في الأرزاق وتقلب الأحوال هو صمام الأمان وحائط الصد الذي تنكسر عليه كل الدعاوى الشاذة ومزاعم الحاسدين وأباطيل كل من لا يريدون الخير لبلادنا الطيبة، وهو أيضاً القوة الدافعة لبرامج التنمية الشاملة في جميع المجالات من أجل مستقبل مشرق وواعد بمشيئة الله تعالى.
والحقيقة أن هذا الوعي بمكانة اليوم الوطني من الشباب واعتزازهم به ليس ناتجاً عن قراءات في الكتب أو استماع لحكايات الأجداد رغم أهمية ذلك بل نتيجة لما يشاهدون من إنجازات يستفيدون منها وينعمون بخيرها في مجالات التعليم والرعاية الصحية وكل مناحي الحياة الأخرى.
وفي مجال الصحة هل يخفى على هؤلاء الشباب وأبناء المملكة التطور الهائل في خدمات الرعاية الصحية بشقيها الوقائي والعلاجي والتي جعلت من بلادنا مقصداً للكثيرين من أبناء الدول المجاورة للعلاج.
وهل يغيب عنا اندثار أمراض كانت تهدد حياة الآلاف من المواطنين في عقود سابقة حتى أننا لم نعد نسمع عنها مثل الكوليرا والتيفوئيد والملاريا وغيرها من الأمراض الوبائية والتي لم يعد لها وجود يذكر في بلادنا.
والأمثلة على الإنجازات في القطاع الصحي يصعب حصرها لكنها في مجملها إلى جانب الإنجازات التي تحققت في المجالات التنموية والخدمية الأخرى تغذي مشاعر الاعتزاز بيوم الوطن وتعزز من استشعار الشباب وكل أبناء الوطن لمسئوليتهم الكبيرة في الحفاظ عليها والاستعداد الصادق للبناء عليها.
فهنيئا لنا جميعاً ما نشعر به من سعادة في يوم الوطن كل عام، ودمت يا وطني بخير.
سعد بن مسفر القحطاني - مدير العلاقات العامة والإعلام الصحي بصحة الرياض