في حفل عقد قران ابنة الفنان المصري (عادل إمام)، وبينما كان العريس يردد خلف شيخ الأزهر (الراحل محمد طنطاوي) عبارات العقد ومبلغ الصداق، التفت بعدها الشيخ إلى والد العروس (عادل إمام) وقال له: قُل (قبلت بك زوجاً لابنتي)، حتى يتم العقد أمام عشرات الحضور في مشيخة الأزهر.. فما الذي حدث؟!
نظر الفنان عادل إمام في وجه الشيخ بطريقة تدعو للضحك وهو يقلِّب عينيه، وكأنه يتقمّص دور (إحدى شخصيات أفلامه الشهيرة) وفاجأ الجميع بعد صمت بقوله: (هو ينفع يا مولانا أتراجع..) فانفجرت القاعة من الضحك، قبل أن يوقِّع الزوجان على العقد!
بكل تأكيد لن يفعل ذلك غير (عادل إمام) فعقد الزواج وحضور العلماء ليس مجالاً للضحك، رغم أن الفكاهة اشتهرت في مجالس العلماء وكبار القوم في كل العصور، ما دعاني لذلك هو أننا كمجتمع عربي (فقدنا) خفة الظل والبشاشة في معظم أوقاتنا، وأصبح الوجه (العبوس) ماركة عربية حتى في الفرح!
تجد الأب أو الأخ عابساً في (ليلة الزواج) وكأن الأمر تم رغماً عنهما، بل امتد الأمر إلى العريس الذي قد (يطبق شفتيه) طوال الحفل، وكأنه مغصوب على هذه الليلة، حتى إنني ظننت مؤخراً أن كل (عريس سرحان) في حساب الديون وتكاليف الزواج!
بكل تأكيد الاهتمام الزائد، والحماس المرتفع، قد يولِّد مثل هذه التعابير (غير المرصودة)، والتي لا يُنتبه لها مطلقها، بينما لا أحد يخبره بالصورة التي يظهر بها أمام الحضور!
لنجرّب أن نبتسم في كل المواقف، لننشر الراحة للجميع من خلال تعابيرنا، تجد أن هناك من يعزم شخص ليكرمه في منزله، وطوال (مناسبة الوليمة) المُضيف يصرخ على ابنه فلان ليقف بالدلة كما يجب، ويزعق على الطباخ لأنه تأخر، وعيناه تتطاير منها الشرر، وقد يكون مُحتزماً متأهباً وكأنه سيدخل معركة؟!
الحياة بسيطة يا أخي، والدين قبل الأخلاق الحميدة وتقاليدنا العريقة، يدعو للرفق واللين، والبشاشة في لقاء الناس، والترحيب بهم، لا تنسى إن تعابير وجهك جزء من كرمك وضيافتك، فلا تكن (بخيلاً) بابتسامتك!
وعلى قولة أهل الشام (لاقيني ولا طّعميني)!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com