(.. إن والدي في تربيته لنا يجمع بين الرحمة والشدة، ولا يفرق بيننا وبين أبناء شعبه، وليس للعدالة عنده ميزانان يزن بأحدهما لأبنائه، ويزن بالآخر لأبناء الشعب، فالكل عنده سواء، والكل أبناؤه. وأذكر أن أحد إخواني الأطفال اعتدى على طفل آخر، فما كان من جلالته إلا أن عاقبه، ولم يشفع له أنه ابن الملك.
وليس لشفقة والدي وحنانه على أبنائه وأحفاده حدود، بل هو يغمرهم بعطفه في كل آن، وهو يحب أن يراهم يومياً - وخاصة صغارهم - فيجتمعون بعد مغرب كل يوم في قصره، ويجلس إليهم فيلاطفهم واحداً واحداً ويقدم لهم الهدايا والحلوى.
ويحب جلالته المباسطة على المائدة خلال تناول الطعام، ويمازح أبناءه وجلساءه، ويحادثهم أحاديث طلية لا أثر للكلفة فيها، ويعاملهم معاملة الصديق للصديق، ويحب جلالته الانتفاع بالعلوم الحديثة، ويرى أن نأخذ من المدنية بأفضل ما فيها، ونترك مساوئها).
فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله-