|
تحتفل بلادنا اليوم الاثنين الـ17 من شهر ذي القعدة الموافق الثالث والعشرين من شهر سبتمبر بالذكرى الثالثة والثمانين ليومنا الوطني المجيد، وسط فرحة شعبية عارمة بهذه الذكرى العطرة.
ففي مثل هذا اليوم من عام 1351هـ الموافق للأول من برج الميزان من عام 1932م أعلن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- قيام أعظم وحدة وطنية تشهدها المنطقة العربية في العصر الحديث، بعد كفاح طويل قاده المؤسس مع رجاله المخلصين الذين نذروا أنفسهم من أجل إعلاء كلمة الله وصون مقدساته، وحفظ أمن الوطن وحماية ثراه الطاهر.
وتأتي احتفالات هذا العام وسط اضطرابات سياسية كبيرة تشهدها المنطقة العربية من حولنا، في الوقت الذي تشهد بلادنا استقراراً وأمناً كبيراً لم يعكر صفوه - ولله الحمد والمنة- ما يحدث هناك وهناك من تنازعات وخلافات عصفت بالعديد من دول المنطقة، لينعم شعبنا الأبي بالراحة والطمأنينة والخير العميم.
حيث شهدت المملكة خلال العام الماضي أرقاماً قياسية في الإنفاق الحكومي على المشاريع التنموية العملاقة التي غطت أرجاء وطننا الحبيب كافة، مع ارتفاع في مستوى المعيشة رافقه ارتفاع في مستوى الإنفاق على الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية، وليأتي هذا العام مكملاً لمسيرة البناء الخالدة التي شهدتها المملكة طوال تاريخها بدءاً من عصر التأسيس الذي قاده الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- ومروراً بعصر أبنائه البررة الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد -رحمهم الله- إلى عصرنا الحاضر عصر الخير والنماء والرفاهية الذي قاد فيه المسيرة الملك المصلح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- والذي تبوأت المملكة في عهده الميمون مكانة مرموقة بين أرقى دول العالم وأكثرها تقدماً، أهلها لتكون عضواً فاعلاً في مجموعة أعظم عشرين اقتصاداً على مستوى العالم، تجتمع سنوياً وترسم الخطوط العريضة للاقتصاد الدولي وتسير دفته.
أما في المجال العلمي والتعليمي فقد أضحى خبر افتتاح جامعة جديدة أو كليات متخصصة حدثاً نسمع به بين الحين والآخر حتى قارب عدد الجامعات في المملكة من الثلاثين جامعة في وقت وزمن قياسي، يضاف إليها ابتعاث ما يزيد على مائة وأربعين ألف طالب وطالبة إلى مختلف دول العالم والاستفادة من كل جديد ومفيد للوطن وأبنائه.
وعلى الصعيد الصناعي شهد العام الماضي تدشين مشاريع صناعية وإنتاجية عملاقة، حيث أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في شهر رمضان الماضي وضع حجر الأساس وافتتاح مشاريع صناعية في الجبيل وينبع لوحدها بقيمة بلغت 327 مليار ريال لتضاف لما تحقق في هذا الميدان الاقتصادي الحيوي خلال الأعام الماضية.
إنها النهضة الشاملة التي تعيشها المملكة -ولله الحمد- منذ تأسيسها والتي لم تتوقف أو تتوانى طوال تاريخها والتي نشهد منها المزيد في كل عام.