في مراسيم توقيع عقود مشاريع الدولة، التي تتم ترسيتها على الشركات ذات العلاقة، نلحظ حشوداً من ممثلي وسائل الإعلام ومن موظفي العلاقات العامة؛ بشوت وغتر منشية وفلاشات كاميرات، وكأننا في حفل تسليم المشروع.
طبعاً هذا حق «مشروع» للوزير؛ لأنه يريد أن يوصل من خلال هذا الحفل مجموعة من الرسائل:
* لكبار مسؤولي الدولة: «شوفوني تراني أشتغل»!
* لوزارة المالية: «بديت أصرف من ميزانيتكم»!
* للرأي العام: «أبشروا معي بالإنجازات والخدمات».
للإعلام: «والله ما مثلي بهالدنيا أحد».
لتويتر: «مشاريع ووقعناها. يالله، غردوا هالحين، خلنا نشوف شطارتكم».
هكذا يفكر أولئك المهووسون بالإعلام وبكاميرات التلفزيونات المحلية والقنوات السعودية الخارجية.
وحين ينتهي المشروع، ويكون «سكّة» كالعادة، لا نسمع لهم ركزاً، لا هو ولا نوابه ولا وكلائه، ولا حتى ناطقه الرسمي! إنها مفارقة، يظن بعض المسؤولين أنها تنطلي علينا.
لا يدرون أننا نضحك عليها، ضحك البلية، متأملين أن تنتهي، وأن تختفي هذه العقليات من ساحتنا المحلية، ويحل محلها من عقليات تحترم مسؤولياتها، ولا تمارس أعمالها بأسلوب واي فاي.