في اليوم الوطني نستذكر بكل فخر ملحمة التوحيد والبناء التي خاضها موحّد هذا الكيان الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - ورجاله الأوفياء، فبعد أن تم فتح الرياض توالت الجهود والنجاحات في توحيد البلاد تحت قيادة سياسية واحدة، تظلها الشريعة الإسلامية. وقد بذل الملك عبدالعزيز ورجاله في مسيرة التوحيد كل غال ونفيس، وواجهوا الشدائد في ظل ظروف يسودها الجهل والفقر والتشتت، ولولا الله وتوفيقه ثم حكمة الملك عبدالعزيز وشجاعته ووفاء الرجال الذين معه لما انتصر في هذه المعارك، والله غالب على أمره.

وبعد اكتمال التوحيد بدأ البناء والتأسيس لوطن قرر زعيمه أن يكون في مقدمة الأوطان عزة وكرامة ومنعةً وسؤدداً.

وقد بذل - طيب الله ثراه - جهوداً عظيمة ضد الجهل والفقر والمرض حتى تأسس البناء للوطن، ثم تتابع الخير والعطاء، وتتابعت الجهود على يد أبنائه (الملك سعود - الملك فيصل - الملك خالد - الملك فهد) رحمهم الله جميعاً، ثم في هذا العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني الأمير مقرن بن عبدالعزيز - حفظهم الله جميعاً - فحملوا الأمانة بكل إخلاص، واستلهموا في ذلك توجيهات وتوصيات والدهم العظيم الملك عبدالعزيز - رحمه الله - حتى أصبح الوطن مناراً عالياً في التقدم والرخاء، ينظر إليه القاصي والداني ليجد أمامه وطننا عزيزاً برجاله ومقدراته، وعزيزاً بمقدساته ومكتسباته، وشامخاً بإيمانه وقيمه ومبادئه.

ونتشرف نحن منسوبي الأمن بالانطواء تحت مظلة الأمن تحت قيادة أميرنا المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز - وزير الداخلية - الذي يشرف بكل اقتدار على المنظومة الأمنية التي تهدف إلى استقرار الوطن؛ وبالتالي تهيئة الأجواء لانطلاق تنمية في شتى المجالات.

ويحق لنا أن نفخر ونفاخر بوطن يمثل القلب في العالم الإسلامي، وطنناً يمثل رقماً مهماً وصعباً في عالم متلاطم، تسوده الفوضى والحروب والنزاعات.

وكم هو جميل أن نستذكر تلك الجهود العظيمة التي قدمها الآباء ليسعد الأبناء، وكم هو جميل أن نستذكر تلك الإنجازات المبهرة كما نستذكر تلك الأحوال والأهوال التي مر بها الآباء والأجداد؛ ليتعرف الأبناء على هذه الملحمة التي تسطّر بأحرف من نور؛ ويحافظوا على وطنهم الغالي.

حفظ الله بلادنا وولاة أمرنا من كل مكروه، وأدام الخير والعطاء في ربوعنا، إنه سميعٌ مجيب.