تحل علينا ذكرى اليوم الوطني الثالث والثمانين لتوحيد المملكة العربية السعودية على يد الرجل العظيم المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه- الذي خاض مع رجاله الأوفياء الأفذاذ ملحمة العزة والشرف لما يزيد عن ثلاثين عاماً في سبيل وحدة هذه البلاد المقدسة وإقامة دولة التوحيد وإعلاء كلمة الحق ونبذ الفرقة وجمع الشمل على أسس ثابتة ونهج قويم.

وبعد اكتمال منظومة التوحيد بادر جلالة الملك المؤسس -رحمه الله- إلى جوانب البناء والتنمية في الإنسان والمكان، ثم جاء من بعده أبناؤه الملوك (سعود وفيصل وخالد وفهد - رحمهم الله) لإكمال المسيرة وتحقيق النجاح وصولاً إلى هذا العهد الميمون عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- فكانت عزيمة القيادة السعودية تقود مسيرة الوطن والمواطن بتطلعات واعدة وخطوات ثابتة، لتشهد المملكة منجزات تنمويةٍ عملاقة تميزت بالشمولية والتكامل والتوازن في مختلف المجالات والقطاعات، فحققت طموحات شعبها من خلال تجنيد كافة الموارد والطاقات لترسيخ أسس التطور والبناء واللحاق بركب التطور العالمي وتحقيق رفاهية الشعب السعودي الوفي.

لقد حظيت المملكة العربية السعودية بمكانة عالمية عالية مما أكسبها مكانة مرموقة بين دول العالم بفضل مصداقيتها وحضورها المميز في كل القضايا الإقليمية والعالمية مع المحافظة على خصوصيتها، ومكانتها كدولة تحتضن أغلى بقعة على وجه الأرض -الحرمين الشريفين- لقد أثبتت للعالم أجمع على أن صوت المملكة العربية السعودية هو صوت الحق والعدل، وأن مواقفها مواقف الحكمة والعقل، وأن سياستها ترتكز على أسس متينة مستمدة من عقيدة صافية وثوابت راسخة.

وفي هذه المناسبة الغالية التي نعيش فيها فرحة وطن، واعتزاز مواطن حريّ بنا أن نقف وقفة تأمل لفضائل هذه الوحدة الوطنية المباركة بين القيادة والشعب لنفخر بما تحقق، ونستقرئ الحاضر ونعمل بكل تفان وإخلاص على تعزيز قيم الانتماء لهذا الوطن مع ضرورة العمل الجماعي على حماية الوحدة الوطنية التي نعيشها وننعم بها، وأن لا ندع لأي حاقد أو مفسد أن يخترق صفوفها.

لا يفوتني أن أرفع نيابةً عن أهالي منطقة الرياض أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء -حفظهم الله- بمناسبة حلول اليوم الوطني الثالث والثمانين للمملكة العربية السعودية، سائلاً المولى عز وجل أن يديم على وطننا الكبير نعمة الأمن والأمان والرخاء.