جميعنا نحتفل ونحتفي بالوطن، وهو واجب ودَين علينا جميعاً، ولكن ماذا سنقدم للوطن في هذا اليوم الخالد الذي سيبقى خالداً إن نحن حافظنا على وحدته وعلى ترابه وعلى ترابط أبنائه.
يوم الوطن يوم للمراجعة ولمحاسبة النفس عن عام مضى وماذا أنجزنا فيه مراجعة ذاتية لكل مواطن ليس فقط للمسؤول الأول بل على الجميع أن يجلس بهدوء ويسترجع الأيام التي مضت للاجابة عن سؤال واحد لا غير: ماذا قدمت للوطن..؟!
الحكومة بوزرائها وخبرائها وكبار المسؤولين من أمراء المناطق والمحافظين ورؤساء المراكز وكل من يتحمل مسؤولية خدمة المواطنين: أمناء المناطق ورؤساء البلديات الكبيرة والفرعية، ومديرو الإدارات المختلفة، والموظفون في مختلف تخصصاتهم وأماكن عملهم، رجال القوات المسلحة، ورجال الأمن، المعلمون والأطباء والصيادلة، كل مواطن يعيش على هذه الأرض الطيبة.
يجلس رجال الأعمال وبالذات التجار الذين يحققون أرباحاً يستحقونها إن هم راعوا الله فيما يحققون من أرباح وليسألوا أنفسهم هل اتقوا الله في أنفسهم قبل أن يتقوا الله في العباد؟ وهل بالغوا فيما جنوه من أرباح من خلال تحميل عباد الله تكاليف إضافية لقيم السلع التي يبيعونها للبشر؟.
بشفافية وصدق: هل الأرباح التي جنوها أرباح حلال لا شبهة فيها ولن تعذبهم في اليوم الآخر؟!
ليسائل الطالب نفسه: هل أخلص لوطنه بالاقبال على الدراسة والتعليم والاستفادة مما توفره الدولة من فرص لكسب المعرفة والتعليم؟.
هل المدرس والمسؤول عن التعليم في الوزارة والمدرسة والجامعة يخلص لمهنته ويربي جيلاً يتوافق مع ما تشهده المملكة من تقدم ورقي؟.
هل الطبيب والصيدلي والذين يديرون المستشفيات يؤدون عملهم بضمير المواطن المسلم قبل أن يكون ملتزماً بضوابط المهنة؟، هل يراجع هؤلاء ما ارتكبوه من أخطاء فادحة تسببت في ازهاق أرواح من جاؤوا يطلبون العلاج فوقعوا في المهلكة، فأذاقوا أهلهم الحزن وجعلوهم يعيشون المأساة؟.
هل أدى كل مسؤول واجبه بإخلاص وأدار عمله بقناعة بأنه يخدم الوطن والمواطنين وبأجر يستحقه إن هو أدى هذا الواجب، وحرام عليه إن قصر؟.
ليسائل كل مواطن ومقيم ماذا قدم لوطن العز والخير وأن يعاهد نفسه وضميره في عام جديد نظيف من كل التجاوزات حتى نواصل الرقي والتقدم ويظل الوطن فوق هامات السحب بإخلاص وصدق أبنائه.
jaser@al-jazirah.com.sa