في هذا اليوم يبتهج المواطنون والمواطنات في بلادنا العزيزة بذكرى توحيدها. وكان ذلك التوحيد المبارك قد تَمَّ بعون الله وتوفيقه وجهود عظيمة بذلها مُوحدوها
بقيادة مؤسس هذا الكيان: الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، تَغمَّده الله برحمته ورضوانه، وتحت رايته، التي هي راية التوحيد.
وكنت قد عَبَّرت في مناسبات عديدة عن مشاعري تجاه ما أُنِجز من توحيد وما تَحقَّق من تَقدَّم ورُقيٍّ؛ أمناً ونهضة عمرانية. ومما قلته في ذلك:
لي مَوْطنٌ يَتَسامى عِزَّة وعُلاً
إن سابقت لبلوغِ المجدِ أوطانُ
تَاريخُه سِفْر أعلامٍ صَحائفُه
على فَضائلِ ما شادوه بُرْهانُ
يَفوحُ من سِيرةِ الهادي وشِرْعته
عَطْراً نسائمه عَدْلٌ وإحسانُ
أَقامها دَولةً عَزَّت بَدعوِتها
أن لا يَذلَّ لغير الله إنسانُ
والناس في ظِلِّها الحاني سَواسيةٌ
لا شيْ إلا التُّقى للفضل ميزانُ
وما اختفى لعظيمٍ رائدٍ عَلَمٌ
إلا بدا من به الأُعلامُ تَزدانُ
وانشقَّ من كَبِد الصحراء فارسُها
يحدو فتنقاد أَبطالٌ وفُرسانُ
ويَرفع الرَّايةَ الخَضَرا مُوحِّدةً
فَتستجيبُ رُبىً عَطْشَى وَوِديانُ
وتَنتشي طَرباً نَجدٌ مُعانقةً
للساحلين وتُبدي الحُبَّ نَجرانُ
مَرَاجعٌ رَحباتٌ المسجدين لها
تَاجٌ تَتيه به فخراً وعنوان
وجَنَّةٌ من غِراسِ الخير كم سَعِدتْ
بفيضها الرَّغْد أجناس وألوانُ
ومما قلته، أيضاً، افتخاراً بمناسبة وطنية:
خَطَرتْ فَقبِّلْ ثَغْرها المُتبسِّما
وارسم لعينيها الكلام مُنمْنَما
لا تكْتم الحُبَّ الذي أَدْمنته
حُبٌّ كَحبِّك هل له أن يُكتَما؟
هَذي الثُّلوج وإن عَلَتْ ذَرَّاتُها
فَوْديك لم تُطْفئ جَوَاك المُضْرَما
ما زِلت مُتَّقدَ الصَّبابة خَافقاً
أَرخى الأَعنَّةَ للهَوَى واستسلما
ومَليكةُ القلبِ الوَلُوعِ مَليحةٌ
ما طُوِّقت خِصْراً ولا رُشِفت لَمَى
عُذْريةٌ حُلَلُ الطَّهارةِ ثَوبُها
ما أَروعَ الثوبَ النَّقيَّ وأَعظما!
وَطَنٌ تَضمُّ المسجدين رِحابُه
أَرأيتَ أطهرَ من ثَراه وأَكرما؟
وعلى الشريعة أسست أحكامُه
غَرَّاء أَنزلها الإلهُ وأَحكما
ومَظاهِرُ الإنجاز أصدقُ شَاهدٍ
عَمَّا بناه حَضارةً وتَقدُّما
وأَنا الذي أَرواه فَيضُ نَمائِه
وزَهَا بما قد شِِيْد فَخْراً وانتمَا
على أني أعلم أن حبَّ المرء لوطنه أكبر من أن تُعبِّر عنه الكلمات مهما حاول قائلها التعبير عن ذلك الحب.
زاد الله وطننا العزيز توفيقاً وسداداً؛ ترسيخاً للأمن، وتَقدُّماً في مختلف جوانب الحياة.