|
الرياض- واس:
أكد معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة أن الإعلام والعاملين فيه حظوا برعاية كريمة وتوجيه ومتابعة من الملك المؤسس عبدالعزيز -رحمه الله- ومن أبنائه من بعده. جاء ذلك في كلمة لمعاليه بمناسبة ذكرى اليوم الوطني للمملكة الثالث والثمانين التي تصادف هذا العام يوم السابع عشر من شهر ذي القعدة 1434هـ قال فيها: في هذه الأيام التي تعيش فيها بلادنا الذكرى العطرة ليومها الوطني الذي يمثل بداية انطلاقة الدولة السعودية الثالثة في عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز -رحمه الله-, نحمد الله على نعمة الأمن والاستقرار التي زرع بذرتها المؤسس رحمه الله وتعاهدها من بعده أبناؤه, فكانت المظلة لما تحقق من إنجازات وتطور في كل مجالات الحياة. واليوم نتذكر جهود المؤسس الذي وضع اللبنات الأولى لتحديث وتطوير المجتمع بعد أن تمكن من توحيده ليبدأ مرحلة تحد كبيرة هي مرحلة البناء التي نراها اليوم واضحة المعالم في كل جوانب الحياة.
ففي الجانب الإعلامي ورغم ما كانت تلقاه وسائل التحديث من رفض من فئة كبيرة داخل المجتمع إلا أنه رحمه الله بحكمته وبعد نظره وثقة مواطنيه فيه استطاع أن يدخل شبكة الاتصالات اللاسلكية التي مهدت للبث الإذاعي وللإعلام بعد ذلك وينقل هذا الوطن تدريجياً ليكون شريكاً في فضاء الاتصال والإعلام, وأكمل من بعده أبناؤه سعود وفيصل وخالد وفهد -رحمهم الله جميعاً- هذا الدعم, ثم جاءت مرحلة التوسع الكبير والتنمية الشاملة التي عاشتها بلادنا في ظل قيادة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وبمساندة من سمو ولي عهده الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو النائب الثاني الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود. إننا ونحن نعيش مرحلة النماء والازدهار والحضارة التي شملت كل جوانب الحياة نعود بالذاكرة إلى بداية الإعلام السعودي التي تمت في عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله عندما حمل الأثير صوت المملكة العربية السعودية في عام 1368هـ معلناً بداية البث الإذاعي لينضم الصوت إلى الكلمة لتكون تلك البدايات البسيطة المقدمة لما تحقق اليوم من إنجاز إعلامي. ولقد حظي الإعلام والعاملون فيه برعاية كريمة وتوجيه ومتابعة من الملك المؤسس -رحمه الله- ومن أبنائه من بعده الذين قدموا له كل الدعم والتوجيه ليكون صورة مضيئة تعكس سماحة الإسلام ورسالته الخالدة التي انطلقت من هذه الأرض مستقية مصادرها وأفكارها من معين ثقافي وفكري إسلامي وعربي توارثته الأجيال في هذا الوطن عن أسلافها. وكان العاملون في الإعلام يحظون دوماً برعاية ولاة الأمر الذين كانوا ينظرون إلى بعض الاجتهادات الخاطئة منهم نظرة أبوية تقوم على التقويم وحسن الظن بالجميع.
إن العاملين في الإعلام اليوم يدركون خطورة الأحداث المحيطة بوطنهم والتحولات الكبيرة التي يشهدها العالم ولكنهم يراهنون على قوة وتماسك هذا المجتمع بفضل حكمة قادته وقربهم من مواطنيهم. ولاشك أن من يرصد مسيرة الإعلام السعودي سيجد أن ما شهده في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يمثل تحولات كبيرة سيبقى أثرها للأجيال القادمة بمشيئة الله, فقد تعددت القنوات التلفزيونية والإذاعية لتواكب اهتمامات المواطنين وأذواقهم, كما تم تخصيص قناتين للقرآن والسنة كانتا موضع اهتمام المسلمين في كل أصقاع العالم.. وجاء إنشاء هيئة الإذاعة والتلفزيون ليواكب المشروعات التطويرية التي شهدها هذا القطاع, كما تم إنشاء هيئة وكالة الأنباء السعودية وهيئة الاتصال المرئي والمسموع لتشكلا مع هيئة الإذاعة والتلفزيون مثلثاً للتخطيط المدروس الذي يخدم الوطن والمواطن. وتم التعامل مع وسائل الإعلام الجديدة بعقلية متفتحة تدرك أهميتها وتوجهها لما يخدم الوطن وتجنبها السلبيات بوضع تشريعات تحميها من عبث الذين لا يؤمنون على الكلمة.. وفي الجانب الثقافي, أصبح معرض الرياض للكتاب أحد أهم المعارض العالمية التي تستقطب الناشرين من دول العالم, كما طافت المعارض والأسابيع الثقافية السعودية في عدد من الدول لتقدم صورة عن واقع وفكر وثقافة هذا الوطن, وإقامة الملتقيات الثقافية والأدبية للأدباء والمثقفين السعوديين. ومازلنا نعيش أصداء المؤتمر الرابع للأدباء السعوديين الذي أقيم برعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- على أرض طيبة الطيبة ليعكس ما للأدب والأدباء في بلادنا من اهتمام ورعاية من قيادتنا الحكيمة. نبارك لوطننا يومه الوطني ونبارك له هذه الصورة من التلاحم والمحبة بين الشعب وقيادته، ونسأل الله أن يعيننا جميعاً على حمل أمانة الكلمة لتكون سنداً للخير والبناء.