|
أكد معالي محافظ هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج الدكتور عبدالله بن محمد الشهري، أن المملكة العربية السعودية استطاعت بفضل الله تعالى أن تصل إلى مستويات متقدمة من الرقي والتطور في جميع المجالات، مما أعطى للمملكة مكانة اقتصادية وسياسية مميزة بين دول العالم, حتى أصبحت أحد الأعضاء البارزين في مجموعة العشرين.
وقال معاليه في كلمة بمناسبة اليوم الوطني الثالث والثمانين للمملكة العربية السعودية: يحتفل وطننا العزيز وأبناؤه بهذا اليوم التاريخي الذي نستعيد من خلاله ذكرى توحيد المملكة وإرساء قواعد كيان هذه الدولة على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن «يرحمه الله» الذي استطاع بتوفيق الله ثم بحنكته وشجاعته أن يوحِّد أركان هذا الوطن الغالي ويؤسس بنيانه تحت راية التوحيد، ليصبح دولة عصرية على أسس راسخة ومتينة من مبادئ الشريعة الإسلامية الغراء والقيم العربية الأصيلة, ومن بعده واصل أبناؤه المسيرة المباركة على ذات المنهج الذي رسمه الملك المؤسس فحملوا الراية وأدوا الأمانة بكل إخلاص وتفان وهمة نحو كل ما فيه العزة والتقدم والرخاء للوطن والمواطن, حتى وصلت المملكة في وقتنا الحاضر في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (يحفظه الله) إلى نهضة تنموية وحضارية شاملة في كافة نواحي الحياة العمرانية والتعليمية والصحية والاقتصادية, وحققت المملكة في هذا العهد الزاهر قفزات مشهودة أهمها التوسعة العظيمة للحرمين الشريفين, والتطور العلمي الكبير الذي تضاعفت من خلاله أعداد الجامعات لتصل إلى (25) جامعة في مختلف مناطق المملكة, يضاف اليها العديد من الجامعات الأهلية والآلاف من المبتعثين الملتحقين بأعرق الجامعات العالمية.
هذه القفزات الحضارية عكست الرؤية الثاقبة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -أيده الله- وسمو ولي العهد الأمين وسمو النائب الثاني، يحفظهم الله جميعاً، وتوجيهاتهم الحكيمة تجاه توفير كل مقومات العيش الكريم والرفاهية لجميع أبناء الوطن، وهذا الحرص من القيادة الكريمة انعكس على الوطن إنجازات متواصلة وزيادة في التلاحم بين المواطنين وقيادتهم, مما يوصل رسالة واضحة للعالم أجمع بما تنعم به المملكة من استقرار سياسي واقتصادي واجتماعي ولله الحمد.
وصناعة الكهرباء وتحلية المياه من المجالات التي دعمتها الحكومة الرشيدة، وكانت ولاتزال تنال دعماً منقطع النظير ومتابعة مستمرة أوصلتها إلى مستويات تحقق أهداف التنمية المرسومة لهذه الصناعة، حتى أصبحت المملكة تضم أكبر منظومة كهرباء في العالم العربي، وتوفر خدمة ذات مستوى عال من حيث الشمولية والجودة، وزادت على أثرها قوة إنتاجية صناعة الكهرباء لتواكب النمو الاقتصادي والزيادة السكانية التي تشهدها المملكة، حتى بلغت قدرات التوليد المرخصة في نهاية العام 2012م 66.081 ميجا واط، كما عمت الخدمات الكهربائية معظم المدن والقرى والهجر في جميع أنحاء المملكة وبنسبة تغطية تتجاوز 99%، ووصل عدد المستفيدين من الخدمة الكهربائية 6.746.645 مستفيداً. فالدولة - أعزها الله - تعمل على الارتقاء بهذه الخدمة وتوفيرها لجميع المواطنين والمقيمين بشكل مأمون وموثوق يمكن الاعتماد عليه, مع الحرص على تقديم دعم يستفيد منه جميع فئات المستهلكين، حتى أن المستهلك السكني يدفع فقط حوالي 8 في المائة من القيمة الحقيقية للكهرباء والباقي من دعم الدولة, سواء الدعم المباشر أو عبر دعم أسعار الوقود الذي يصل إلى 100 مليار ريال سنوياً، فضلاً عن أكثر من نصف مليار ريال تدفع سنوياً لسداد فواتير 240 الف مشترك من مستفيدي الضمان الاجتماعي.
وهيئة تنظيم الكهرباء والانتاج المزدوج تعمل ضمن توجه يتناغم مع حاجة البلاد إلى زيادة الطاقة الإنتاجية لمحطات التوليد، مع التوجه إلى التطوير التقني لخفض التكاليف من خلال اعتماد أحدث الأنظمة التقنية للشبكات الذكية, ونقل الطاقة من محطات التوليد إلى مناطق الاستهلاك بخطوط هوائية ذات جهد عال يبلغ مجموع أطوال دوائرها (47.650) كيلومتراً، كما تستخدم أيضاً خطوطاً أرضية يبلغ مجموع أطوال دوائرها (4.231) كيلومتراً.
أما في مجال تحلية مياه البحر فتعتبر المملكة بفضل الله أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم حيث بلغ اجمالي انتاجها في العام 2012م، 997.2 مليون متر مكعب, ويتواصل العمل على تغطية الطلب المتزايد على المياه المحلاة في المملكة من خلال زيادة الانتاج والسعي لتقليل الفاقد وتجاوز المستويات المقبولة عالميا في هذا المجال.
واختتم معاليه كلمته بالتأكيد على أن اليوم الوطني يذكر أبناء الشعب السعودي الكريم بملحمة من ملاحم التاريخ صنعها رجل قدير وحَّد بها وطناً عظيماً, أصبح بفضل الله دولة ذات مكانة عالمية مرموقة، وسأل معاليه المولى عز وجل أن يحفظ لهذه البلاد قائد مسيرتها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده، وسمو النائب الثاني، وأبناء وبنات هذا الوطن، وأن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار والرخاء، وأن يحقق لبلادنا ما تتطلع اليه من نمو وتطوير وازدهار.