|
أعرب معالي نائب رئيس مجلس الشورى الدكتور محمد بن أمين الجفري عن اعتزازه وفخره لما وصلت إليه المملكة العربية السعودية من مكانة رائدة ومرموقة على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث أصبح لها وزنها وثقلها السياسي والاقتصادي وبات صوتها مسموعاً في مختلف المحافل الدولية، بفضل الله ثم بالجهود المخلصة التي بذلها قادتها المخلصون منذ أن أرسى أركان هذه البلاد موحدها الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه.
وقال معاليه: «إن اليوم الوطني الذي يحل علينا هذا العام في ذكراه الثالثة والثمانين، هو مناسبة للتوقف مع سيرة المؤسس الملك عبد العزيز، واستلهام العبر والدروس من سيرة هذا القائد صانع مجد بلادنا الغالية، الذي استطاع بحنكته ونافذ بصيرته، وقبل ذلك كله بإيمانه الراسخ بالله جل وعلا أن يؤسس دولة عصرية تحت راية «لا إله إلا الله محمد رسول الله» ويضع قواعد هذا البناء الشامخ، ويشيد ثوابته، ويؤسس منطلقاته، ويجعل من المملكة العربية السعودية مثالاً يُحتذى به في وحدتها السياسية، وقدرتها على تخطي كل المعوقات من أجل النهوض بها، والأخذ بأسباب الحضارة المعاصرة، وإدراك خطوات التنمية، معتمداً -رحمه الله- في المقام الأول على بناء الإنسان كمرتكز تقوم عليه الحركة التنموية، وها هي الأجيال المتعاقبة تجني ثمار غرسه، وتشهد التحولات الكبرى والتطور المستمر في شتى الجوانب، ومن الطبيعي أن يحظى الراحل المؤسس جلالة الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه- بهذه المكانة السامية، والمنزلة الرفيعة، لأنه حكم بشرع الله وأقام العدل، وبدد ظلام الجهل بنور العلم.
وأضاف معالي الدكتور محمد الجفري في تصريح له بمناسبة اليوم الوطني: «إن المملكة العربية السعودية شهدت بعد انتهاء ملحمة التوحيد، ملحمة التأسيس والبناء في عهد الملك عبدالعزيز، ثم تابع أبناؤه من بعده الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد -رحمهم الله جميعاً- مراحل النمو والتطوير لمختلف المجالات في المملكة العربية السعودية عبر الخطط التنموية المتتابعة التي ترمي إلى الرقي بالبلاد إلى مصاف الدول المتقدمة، وتحقق الرخاء والرفاهية للمواطنين، وتوفير الأمن والاستقرار لهم في كافة ربوع هذا الوطن الغالي.
وأكد معاليه أن القيادات التاريخية هي من تصنع لأمتها مجدها وعزتها وتتجلى معطياتها ومواقفها في الإنجازات العظيمة، والقرارات المصيرية التي تعزز مكانة شعوبها وأمتها، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -أيده الله- من أبرز هذه القيادات المرموقة عالمياً، والتي حققت إنجازات لبلادها، ولأمتها، وللعالم أجمع، وسيُسجل التاريخ بمداد من نور تلك الإنجازات والمواقف الرائدة المخلصة والصادقة التي يتبناها -أيده الله- كما هو واضح ومشاهد على الصعيد المحلي في واقع المنجزات الداخلية، وفي المواقف الحكيمة والشجاعة على الصعيد الخارجي، وخاصة وقفته الشجاعة ضد الإرهاب، وقيادته للحوار بين الحضارات، وأتباع الديانات، وتأسيس مراكز لها ودعمها مادياً ومعنوياً، بعد أن أسس مبادئ الحوار داخل الوطن بإنشائه مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، ودعمه لمراكز الحوار الوطنية والعالمية مادياً ومعنوياً لما لها من مردود على الإنسانية جمعاء.
وأضاف: «إن ولي أمرنا -حفظه الله- يسابق الزمن بإصلاحاته الرائدة، ويعمل على تحقيق التطلعات التي لم تكن تدور في خلد كثير من المتطلعين للإصلاحات الفورية والمشروعات الحيوية، فأصبح عهده-رعاه الله- ظاهرة جديدة في منعطفات هذا الوطن الكبير، تمثلت في التطور الكبير المتسارع في مختلف المجالات، والتي تجسد إحساس القائد بمكانة وطنه وأمته، وما يطمح لأن تكون عليه من رفعة، وما يسعى له ليتحقق لهذا الوطن من تقدم ورقي ويرتفع ببلاده إلى مصاف البلدان المتقدمة.
ولفت معاليه النظر إلى أن فئة الشباب هم المكون الأكبر للفئة العمرية للسكان بالمملكة، حيث تشير أحدث الإحصاءات الصادرة عن وزارة الاقتصاد والتخطيط إلى أن فئات صغار السن والذين هم أقل من (20 سنة) يمثلون أكثر من 50% من جملة السكان، لذا فإن المملكة تصنف من ضمن الدول الفتية، وبوصفهم ثروة الوطن، وهدف التنمية ومرتكزها، فقد أولى خادم الحرمين الشريفين هذه الفئة جل عنايته ورعايته من خلال الاهتمام بقطاعي التعليم والصحة وتخصيص نسبة عالية من الميزانية العامة للدولة لتطوير هذين القطاعين، والارتقاء بخدماتهما فجاء مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم، وارتفع عدد الجامعات الحكومية إلى نحو خمس وعشرين جامعة موزعة في مختلفة مناطق المملكة، إلى جانب الاهتمام بالتعليم التقني العالي حيث أنشأ -حفظه الله- جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية لتكون منارة علم عالمية وعهد جديد من العلم والمعرفة في المنطقة، يضاف إلى ذلك برامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، والتي وصلت إلى البرنامج التاسع، وتم من خلالها ابتعاث ما يزيد على (150 ألف) طالب وطالبة.
كما أولى -رعاه الله- الإسكان جل عنايته واهتمامه فأمر بإنشاء (500 ألف) وحدة سكنية، وإنشاء وزارة للإسكان تتولى كل المهام المتعلقة بهذا القطاع، لمعالجة أزمة السكن التي تواجه شباب الوطن، ودعم صندوق التنمية العقارية، وكذلك دعم البنك السعودي للتسليف والادخار بعشرات المليارات لتوسيع مجال خدمته التي يستفيد غالبيتها فئة الشباب من خلال الحصول على القروض التي يقدمها البنك للمساعدة على الزواج، ودعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وتوجيه جميع ذوي العلاقة لاستحداث ودعم فرص العلم المناسبة للشباب (ذكوراً وإناث) في مختلف المجالات.