|
كتب - علي الصحن:
من حق إدارة نادي الاتحاد أن تدافع عن حقوق ناديها ... هذه من البدهيات بل من الواجبات التي يقوم عليها العمل الذي أؤتمنت عليه ، لكن ليس من حقها بالتأكيد مصادرة نجاحات الآخرين، والتقليل من شأنهم كما حدث في البيان الذي أصدره النادي أمس بعد الخسارة الكبيرة من الهلال بخمسة أهداف لهدفين !!
فنادي الاتحاد النادي الكبير بتاريخه وجماهيره و بطولاته ليس بحاجة إلى إيجاد مخرج تستطيع الإدارة من خلالها الهروب من تحمل المسؤولية أمام جماهير النادي و الاعتراف بأن النتيجة في كرة القدم تبقى محتملة وإن ارتفع رقمها، و أن الفريق كان يتقدم مرة ومرتين لكن الفريق المنافس كان يعرف كيف يعود وكيف يسجل وكيف يستفيد من أخطاء الخصم .
أدرك كما يدرك غيري أن الخسارة بخمسة أهداف موجعة خاصة إذا كان الفوز يلوح في الأفق مرتين، وأدرك كما يدرك غيري أن معظم إدارات الأندية تبحث عن أي شماعة لتعلق إخفاقاتها عليها، لكن ليس بهذا الأسلوب الذي أراد به الاتحاديون اللعب بعواطف جماهيرهم لدرجة الحديث عن عدم توفير الحماية الأمنية اللازمة لحافلة النادي عند توجهها من الفندق إلى الملعب، كما جاء في نص البيان، فهذه الطريقة لن تفيد الاتحاد بل ستعيد للوراء ، لأن العمل الحقيقي والصحيح هو أن تبحث عن الأخطاء وتعمل على معالجتها والبحث عن أسبابها.
في العام الماضي خسر الاتحاد من الهلال برباعية في الدور الثاني من الدوري السعودي، ويومها غضب الاتحاديون وسرحوا عددا من لاعبي الفريق، وهنا كانت ردة الفعل جيدة، وقد آتت ثمارها حيث عاد الفريق في مسابقة كأس الملك وطار باللقب ... لكن أحدا من المنافسين حينها لم يصدر بيانا يحتج فيه ويهاجم ويتظلم ويتحدث عن كل شيء ويبحث عن قشة يبرر بها خسارته، أما لو تحدث الآخرون ...لوجد الهلاليون كل ما يريدون في أخطاء جلال في ذهاب ربع نهائي كأس الملك والتي استفاد منها الاتحاد وفاز وتأهل.
ولو تحدث الشبابيون وأرادوا إصدار بيان بعد الخسارة في اللقاء النهائي لوجدوا في الهدف غير المحتسب في الشوط الأول كل ما يريدون ... لكنهم لم يفعلوا .
و لماذا نذهب بعيدا ففي مباراة الهلال و الاتحاد أمس الأول حدثت أخطاء من لاعبي الاتحاد تحدث عنها جميع المحللين وأبرزها عدم طرد أسامة المولد في بداية الشوط الأول بعد احتكاكه مع اللاعب هوان ثم دفعه !! وماذا لو حدث وطرده الحكم في مثل هذه الوقت المبكر ؟؟
لقد كان حريا بإدارة نادي الاتحاد التي أشدنا بها كثيراً ان تكون أكثر احترافية في التعامل مع الخسارة، وجعل أسبابها سببا لعلاج مشاكل الفريق، أما بشأن العبارات العنصرية والتي قال عنها البيان : ( و منها تصرفات جماهير الأندية الأخرى وما يصدر عنها من عبارات عنصرية تتكرر دوما وكان آخرها في لقاء يوم أمس ) فالسؤال : لماذا لم يتحدث الاتحاديون عن هذا الأمر الا بعد مواجهة الهلال وبعد الخسارة بخمسة أهداف ؟؟ و حتى تكون إدارات الاندية الاخرى التي يقصدها الاتحاديون قادرة على منع فئة قليلة من جماهيرها من ترديد أي عبارات مرفوضة نود أن نسأل إدارة الاتحاد : ( وهل أنتم قادرون على منع المدرج الاتحادي من ترديد عبارات يرفضها الآخرون ) طبعاً الأمر صعب، والسيطرة على الجمهور أصعب و أصعب أيضا، وكل ما تملكه الأندية والإعلام في هذا الشأن هو تقديم النصح والتوجيه للمشجعين والتذكير بخطورة مثل هذه السلوكيات، وهل كانت إدارة الاتحاد قادرة مثلاً عن منع فئة قليلة محسوبة على ناديها من التعدي على سيارة الحكم الدولي عبدالرحمن العمري ؟؟
وفي شأن العبارات المرفوضة فالهلال مثلاً من أكثر الاندية مطالبة بحماية فريقه ولاعبيه منها ... ولو عدنا لصفحات الماضي لوجدنا الكثير مما نرى أن ستره وعدم العودة اليه أجدى و أصلح .
أخيراً ... قد تصدق بعض جماهير الاتحاد ما جاء في البيان، ولكن لن يفوت على معظم جماهير الاتحاد أن فريقها يحتاج لشغل وعمل فني و إداري حتى يعود للمنافسة، أما المبررات فهي قد تكون مسكنة في بعض الوقت لكنها لن تنفع كل الوقت.