الجزيرة - وحدة الأبحاث والتقارير الاقتصادية:
خلال فترة 2005م-2007م كان القطاع الزراعي يتصدر قائمة القطاعات السوقية الأعلى خسائر. أما الآن في عام 2013م فقد تغيَّرت الصورة جزئيًّا بانضمام قطاعات أخرى إلى صدارة القائمة الأعلى خسائر متراكمة، ما بين شركات زراعيَّة وتأمين.
المفاجأة تكمن في وجود شركتين من قطاع الاتِّصالات (عذيب وزين) ضمن الشركات التي تحقق نسبًا مختلفة من الخسائر المتراكمة منذ ثلاث سنوات، وتدور غالبية تبرير الخسائر المتراكمة حول كون الشركات حديثة العهد بالسوق ولا تزال في طور التشغيل. الآن مرَّت على كثير من الشركات فترات ما بين 2 إلى 4 سنوات، ولا تزال هذه الشركات تحقق خسائر.
تشير القائمة المرفقة إلى أنّه يوجد بالسوق الآن حوالي (45) شركة تحقق خسائر متراكمة بنسب متفاوتة، وتُوضِّح القائمة أن إجمالي رؤوس أموال هذه الشركات الـ45 يبلغ حوالي 110.0 مليار ريال، وتصل قيمة حقوق المساهمين إلى حوالي 92.61 مليار ريال، أيّ أن قيمة العجز في حقوق المساهمين في هذه الشركات تقدّر بحوالي 17.4 مليار ريال، بما يعادل نسبة 15.8 في المئة إجمالاً.. ولا توجد لدينا احصاءات لحجم هذه النسبة في السنوات الماضية لكي نستطيع الحكم على جودة السوق، وهل هو استطاع تقليص خسائره المتراكمة على مدى سنوات الإصلاح الأخيرة أم لا؟
ولكن على وجه العموم نسبة 15.8 في المئة هي ليست نسبة قليلة، وخصوصًا عندما نتحدث عن عدد شركات يناهز حوالي ثلث شركات السوق.. إلا أن هذه الشركات الـ45 لا تمثِّل قيمة كبيرة من رسملة السوق، حيث إن مساهمتها لا تزيد عن 7.0 في المئة.. ووجه القلق من هذه الشركات ليس قيمة تمثيلها بالسوق، ولكن كثرة عددها، بما يعطي انطباعًا بأن هناك قطاعًا عريضًا من شركات السوق تحقق خسائر، ولديها وضع تراكمي غير جيد.
وعلى مستوى العدد، فإنَّ نحو 25 شركة من الشركات الخاسرة هي شركات تأمين، والوضع المقلق هنا يتمثَّل في أن هذه الشركات كثير منها تجاوز نحو العامين أو الثلاث بالسوق، ولا يزال يحقِّق خسائر، وهو أمر ينبغي تباحثه جيدًا، والنظر هل المشكلة في القطاع التأميني نفسه أم في إدارة الشركات أم في ماذا؟
أما ثاني قطاع في القطاع الزراعي، الذي ضم ثلاث شركات، هي: الأسماك والشرقية للتنمية والقصيم الزراعيَّة، والقطاع الزراعي ليس حديث عهد بسوق الأسهم، ومنذ فترة طويلة والعديد من الشركات الزراعيَّة تحقق بعض الخسائر.
إن القطاع اللافت للنظر ضمن الشركات الخاسرة، هو قطاع الاتِّصالات، فظهور شركتي اتحاد عذيب وزين للاتِّصالات هو محض تفسير، ويحتاج إلى تحليل مطول، وخصوصًا في ظلِّ ارتفاع حجم العجز في حقوق المساهمين، فاتحاد عذيب وصلت قيمة العجز إلى 742 مليون ريال، في حين وصلت إلى نحو 3117 مليون ريال.. وإذا كان قطاع الاتِّصالات يضم عددًا قليلاً من الشركات، ونسبة 40 في المئة من شركاته خاسرة، بما يعطي انطباعًا عن استثمارية القطاع لم تُعدُّ كما كانت من قبل.
الشاهد أن غالبية الشركات الخاسرة تُعدُّ من ضمن الشركات الصَّغيرة، باستثناء عشر شركات كبرى، التي تمثِّل مصدر الاهتمام بالخسائر المتراكمة في سوق الاسهم.. فالشركات الكبرى تمثِّل واجهة للسوق، ومن ثمَّ فإنَّ فشل أو خروج لأي منها تمثِّل خسائر متضاعفة للسوق، نظرًا لأنّها تُؤثِّر بشكل أو بآخر على سمعة السوق، وقدرته الاستيعابية وجودة وكفاءة أدائه.
رغم كل ذلك، فإنّه ينبغي الاعتراف بأن السوق يقدم الآن صورة إيجابيَّة، لأن غالبية الشركات الخاسرة تقل نسبة خسائرها المتراكمة عن نحو 40 في المئة، فقط 10 شركات منها هي التي تزيد نسب خسائرها المتراكمة عن 40 في المئة، وهذا معدل جيد ولم يكن متاحًا بالسوق من قبل. أيْضًا وإحقاقًا للحق، لو تَمَّ استبعاد قطاع التأمين من السوق (25 شركة خاسرة)، سيتبقى لدينا نحو 20 شركة فقط هي التي لديها خسائر متراكمة، وبالتالي فإنَّ نسبة الشركات الخاسرة تمثِّل نحو 16 في المئة فقط من إجمالي شركات السوق.