|
بغداد - أربيل - الوكالات:
شهدت العاصمة العراقية ثلاثة تفجيرات استهدف مجلس عزاء شيعي في مدينة الصدر قتل على اثرها 65 وأصيب 120 شخصا آخرين. وذكرت الشرطة العراقية أن سيارة ملغومة انفجرت قرب سرادق العزاء ثم فجر انتحاري يقودسيارة نفسه. وتبع ذلك انفجار ثالث عند وصول الشرطة وسيارات الإسعاف ورجال الإطفاء إلى موقع الهجوم، ولم يصدر على الفور أي إعلان بالمسؤولية عن الهجوم الذي قال مسعفون: إنه أسفر أيضا عن إصابة ما لا يقل عن 120 شخصا. وقال مراسل لرويترز: إن الناجين المصابين بالصدمة هاجموا رجال الشرطة والإطفاء الذين كانوا يحاولون إخراجهم من الموقع. وتناثرت بقع من الدماء حول السرادق. وفي حادث منفصل قالت الشرطة: إن ثمانية أشخاص لقوا حتفهم في انفجار سيارة ملغومة في شارع مزدحم بحي اور الذي تقطنه أغلبية شيعية في شمال بغداد. وتقول الأمم المتحدة إن نحو 800 عراقي لقوا حتفهم في أعمال عنف في أغسطس آب. وفي وقت سابق امس السبت قتل أربعة مهاجمين ستة ضباط في هجوم على مركز للشرطة في مدينة بيجي على مسافة 180 كيلومترا شمالي بغداد.
سياسياً بدأ أكراد العراق صباح أمس السبت الإدلاء بأصواتهم في انتخابات تشريعية لاختيار برلمان جديد لإقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي، وسط خلافات متواصلة مع بغداد، ومعارك تخوضها مجموعات كردية في سوريا المجاورة.
وتنظم هذه الانتخابات في ظل تساؤلات حول مستقبل الأكراد الموزعين تاريخياً على مجموعة دول متجاورة، يبدي بعضها استعداده لمناقشة مطالبهم، بينما تعصف ببعضها الآخر صراعات دامية، معبدة الطريق أمام الأكراد لتحقيق مزيد من المكاسب السياسية. ويشارك اليوم 2,8 مليون كردي يتوزعون على محافظات الإقليم الثلاث (السليمانية وأربيل ودهوك) الواقعة جميعها في شمال العراق، في العملية الانتخابية التي تشمل المنافسة على 111 مقعداً في برلمان محلي يشرع قوانينه الخاصة. وما إن فتحت صناديق الاقتراع أبوابها عند الساعة السابعة بالتوقيت المحلي حتى بدأ الناخبون الذين ارتدى معظمهم اللباس الكردي التقليدي التوافد على مراكز الاقتراع. وقال غازي أحمد لوكالة فرانس برس بعدما أدلى بصوته في مركز انتخابي في أربيل: «الوضع كان سيئاً خلال فترة حكم النظام البعثي»، في إشارة إلى نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وأضاف أحمد (56 عاماً): «الحياة أفضل اليوم، ونأمل أن تتحسن الأوضاع أكثر في المستقبل».
وتركزت الحملة الانتخابية التي سبقت عملية الاقتراع على مكافحة الفساد، وتحسين مستوى الخدمات الرئيسية، وكيفية إنفاق العائدات النفطية. وأبرز الأحزاب المتنافسة في أول انتخابات في محافظات الإقليم الثلاث منذ أكثر من أربع سنوات حزبا الرئيس العراقي جلال طالباني الغائب عن الساحة السياسية لتلقيه منذ نهاية العام الماضي علاجاً في ألمانيا من جلطة دماغية أُصيب بها، ورئيس الإقليم مسعود بارزاني، إلى جانب حركة التغيير «غوران» بزعامة نوشيروان مصطفى الذي انشق عن حزب طالباني. ويتوقع مراقبون أن يفوز الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة بارزاني بالعدد الأكبر من مقاعد البرلمان الجديد، في وقت يواجه فيه حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني منافسة من قبل «غوران»، وخصوصاً في ظل الغموض الذي يحيط بالوضع الصحي للرئيس العراقي (80 عاماً). وتسلط هذه الانتخابات الضوء على المحاولات الكردية على مدار السنوات الأخيرة التي تصب في اتجاه الاستقلال عن الحكومة المركزية في بغداد.