مرَّ عام كامل على مقالي (وطن الشمس، وطن النماء) استشرفت من خلاله مستقبلاً يحمل في طياته النماء والرخاء لشعب يستحق بجدارة أن يرى بلاده تنافس البلاد المتقدمة حضارة وشموخاً!
ولئن شهدت بلادنا خلال عام كامل مرحلة نمو اقتصادية هائلة وقرارات سيادية كبيرة؛ إلا أنها لم تحقق طموحات المواطن العادي، وأجزم أنها لم تحقق أيضاً تطلعات القيادة ورؤيتها في النقلة الحضارية المرتقبة!
ولكي أكون أكثر إنصافا؛ فإن قرارات سيادية صدرت و- تنتظر التنفيذ الفعلي - سيكون لها مردود وطني هائل كالتخلص من العمالة السائبة أو تصحيح أوضاعها بما يتناسب مع الأنظمة، وهذه القرارات ستؤدي إلى تقليص البطالة وفسح المجال للشباب الوطني وإتاحة العمل له في بلده، إضافة إلى تمكين المرأة من الانخراط بالعمل في بيع أغلب المستلزمات النسائية، وبانتظار خطط وزارة العمل بتعميق المزيد من المجالات وتقليل بطالة المرأة على وجه التحديد.
وكما شهدت بلادنا افتتاح مستشفيات ورفع الطاقة الاستيعابية لبعض المستشفيات القائمة؛ فإن المواطن ما زال بحاجة إلى إنشاء مستشفيات متخصصة في المناطق المختلفة والمدن الفرعية للتخفيف على المريض من وعثاء السفر طلبا للعلاج في المدن الرئيسة، مع ضرورة تكثيف الطب الوقائي لنشر الوعي الصحي والتثقيف استناداً إلى تفضيل الوقاية على العلاج.
وإن كان الهمّ الكبير هو التعليم؛ فلا أحد ينكر سعي وزارة التربية لإنشاء مبانِ مدرسية وإحلالها بدلاً من المستأجرة، لكننا نتطلع للاهتمام بالطالب ذاته وغرس حب التعليم وممارسة التربية الواعية، وترسيخ مشاعر الوطنية من خلال تنمية الشعور بالانتماء بعيداً عن الشعارات الفضفاضة.
ولعلنا نشهد ما تقوم به القطاعات العسكرية المختلفة سواء بدحر المعتدين على حدودنا أو ممن يحاولون إثارة الفوضى أو يجلبون لبلادنا ما يخل بأمنها ويستهدف مواطنيها من مخدرات وأسلحة وممنوعات؛ فإننا نشيد بجنودنا البواسل، ونحمد الله على الأمن الذي يحيط بنا ويشيع السكينة في قلوبنا ونحن نرى من حولنا بلاداً تستعر نيراناً في منشآتها، وفرقة تفتك في تماسكها، وتفككاً يعصف بأركانها وأحزابا تتنافس على حكمها وطمعا يستشري في قلوبهم، فلا هي تشعر بأمن، وليست قادرة على الإنتاج، فهي في صخب شقاء وبؤس دون جدوى!
ولئن أشرقت شمس بلادي عاما كاملا على الخير والنماء؛ فإن قمرها شهد على أمن استثنائي وراهن عليه في أوضاع سياسية تموج بالقتل والدمار!
rogaia143@hotmail.comTwitter @rogaia_hwoiriny