حب الوطن والإخلاص له لا يتنافى مع النقد الهادف البناء الصادق النابع من الحرص على مصلحة الوطن وأبنائه، وشتان مابين النقد الهادف، والنقد المزيف الهادم النابع من الحقد، واليوم مع ثورة وسائل الاتصال وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي واختلاط الحابل بالنابل، بات كثير من اشكال النقد الهادم يتسرب عبرها من خلال عمليات بعضها منظمة بهدف النيل والتشكيك وبث الشائعات ، واثارة النعرات ، ونعلم جميعا ان وطننا مستهدف في كثير من منجزاته واولها الامن ، واللحمة الوطنية ، وتستتر كثير من أوجه الحقد خلف أقنعة التقية التي تظهر لنا بوجه المصلح المجتهد ، الا ان التقية الزائفة لا تدوم طويلا وفي اقرب حدث تسقط الأقنعة وينكشف المستور ، وتكشر الأهداف الشريرة عن انيابها ، وتتضح ملامح العداء التي تحرك ادوات الكراهية وتتخذ من بث الشائعات وتلفيق القصص مسلكا لها لتحقيق ما تصبوا إليه من خلق القلق والفتنة وتكثيف أدوات الإحباط واليأس وشحن النفوس .
اليوم ونحن نحتفل باليوم الوطني المجيد مطالبون اكثر من أي وقت مضى ، بأن نواجه تلك الحملات الحاقدة بتعزيز النقد الهادف المخلص ، فلا يوجد وطن بلا اخطاء ، و يجب ان نغلق الطريق على من يحاول الصيد في الماء العكر، ودس السم بالعسل، وان يؤخذ بالنقد الهادف الواضح ، وان يعي كل مسؤول اهمية الاهتمام بما يطرح من نقد وان يكون ذلك احد ادوات التقويم والتقييم ، فكلما عززنا النقد الهادف الشفاف بمساحة اوسع وتقبلنا نتائجه ، كلما ادى ذلك الى تحجيم النقد الهدام وقلل من تاثيرة وقطع الطريق على الكثير من اهدافه .
نحن معشر الكتاب ننقد ونقسوا احيانا في النقد ، ولكن يبقى كل ذلك في اطار محبة الوطن ، والاخلاص له ، ومتى كان كل ذلك على مساحة مشتركة لكل من النقاد والمنقود ، فلا تثريب ولا تقليل من اهمية كل عمل وعطاء ، وفي نفس الوقت لاتقليل من كل كلمة ناقدة صادقة في طرحها ، نقية في هدفها.
@alonezihameed تويتر