إذا لم نستطع التعرف على المهارات الفعلية للشخص المقابل، هل ينبغي عليه إخبارنا عنها؟ وما الطريقة التي يخبرنا بها عن مهاراته وهل طول الفترة التي نتقابل بها مع هذا الشخص كفيلة بالتعرف عليه؟
ربما على مستوى السلوك والخلق يكون الأمر أسهل بكثير ...لأننا سنكتشف مستوى خلقه ورقي سلوكه من خلال تكرار التعامل معه.
ولكن هل ينطبق الأمر على من ينصبّون أنفسهم أو ينصبهم البعض نجوما في مجالهم ومن ثم ينبغي للعامة الاهتداء بعلمهم والاقتداء بفعلهم ... فمثلا هل يعترف معظم هؤلاء بأنهم في مرحلة البدايات.
هل يعترف الطبيب بأنه حديث التخرج وبأنه تحت التدريب وخبرته قليلة . هل الداعية يقر بأنه ليس مختصا بالفتوى وليس مؤهلًا للحديث عن الأمور التي تخص أهل الحل والعقد.
وهل الكاتب الذي أتيحت له فرصة الكتابة في جريدة مرموقة يقر بأنه تحت التدريب.
لم لا نكون واضحين وواثقين بأن البداية من صفاتها عدم إتقان كل شيء مئة في المئة، وبأن التدريب والعطاء هما من يحققان الخبرة، والتي من خلالها يستطيع الشخص التصدي لكل تساؤل، ونكون من خلالها مؤهلين لأن يطلق علينا الآخرون ألقابنا دون إضافة جملة (تحت التدريب) الاعتراف بأننا في البداية يحمينا ويحمي الآخرين، وخير مثال لذلك وضع بعض الأسر لافتة (السائق تحت التدريب) على الزجاج الخلفي لسياراتها ... أنا أرى أن ذلك دليل وعي وحب للسائق وللآخرين ،وليس في الأمر أية إهانة أو انتقاص.
من كان تحت التدريب فليفتخر بذلك، ومن تجاوز تدريب البدايات فليتواضع وليتدرب على أمور أخرى ليستطيع خدمة من حوله باقتدار وتمكن ...
فالعلم والتدريب مستمران معنا إلى آخر يوم في حياتنا.
نحن جميعا تحت التدريب.
د عبدالرزاق كسار