تحدثت الأسبوع الماضي عن دور الهيئة العامة للسياحة والآثار في توطين السياحة، والتحديات التي واجهتها الهيئة في البداية خصوصاً في تغيير مفاهيم ثقافية حيال السياحة وتنشيط السياحة الداخلية، واستكمالاً للحديث أعود إلى عمل الهيئة في تسجيل مواقع محلية ضمن التراث العالمي لدى اليونسكو، كموقع مدائن صالح المفتوح والمهيأ للسياحة حاليا، وموقع مدينة الدرعية التي هي على وشك الانتهاء من عمليات الترميم والتأهيل المتكاملة لتستقبل السياح بمرافق ثقافية وتراثية وترفيهية متنوعة. كما ساهمت الهيئة بلا شك في تغيير المفاهيم لدى المجتمع حيال السفر بحد ذاته أو حيال بعض المواقع والأنشطة السياحية لدينا، يضاف إلى ذلك دورها في دعم مواقع الجذب السياحية بالعناصر الجاذبة مثل الفعاليات والأنشطة والمتاحف...الخ كل ذلك بالتعاون مع مؤسسات وقطاعات مختلفة، مما جعل ممارسة السياحة جزء من (الأولويات) لدى الفرد اليوم بعد أن كانت غائبة فيما سبق، ولكن مع ذلك ربما كان تحفيز السياحة الداخلية سبب في تحفيز السياحة الخارجية، وهو ما أشار إليه سمو رئيس الهيئة في إحدى تصريحاته، بل يعتبر سفر المواطن للخارج للسياحة فرصة للمقارنة يعود بعدها بالنقد الهادف لتحسين السياحة الداخلية ومحفز أيضاً لها، مما يشكل نوعا من الدوران في حلقة مستمرة تحفز التغيرات التي تصب في نهاية الأمر لمصلحة تعزيز وتوطين السياحة الداخلية بعد نشر مفهوم السياحة ككل.
وبدأت بالحديث عن توطين السياحة، وتعزيز مفاهيم السياحة بشكل عام مما يؤدي إلى تعزيز السياحة الداخلية والعكس، بغرض تطبيق هذا النموذج من (تغير المفاهيم) على الفنون البصرية، والفنون كجانب ثقافي وكممارسة، فالفن التشكيلي من رسم ونحت وتصوير...الخ علوم حديثة بشكلها الحديث والمعاصر وفدت إلينا بتطبيقاتها الحالية من الغرب، تماما مثل مفاهيم السياحة، فنحن نمارس الفنون منذ آلاف السنين، ولكن مفاهيم انتاجها ونقدها بصورتها المعاصرة (غربية الطابع) و(صناعة الفنون) مثلها مثل (صناعة السياحة) علم تطور في الغرب وقمنا بتوطينه بما يتناسب مع ثقافتنا، وعليه، هل نحتاج لإقامة (هيئة) خاصة بالفنون، يقودها شخصية محبة ومؤمنة بقيمة الفنون كما هي شخصية سمو الأمير سلطان بن سلمان تجاه السياحة والآثار؟ أم أن نموذج السياحة والآثار مختلف؟ ونحتاج لحلول أخرى تساهم في توطين الفنون ونشر قيمها ومفاهيمها لدى المجتمع، لترتفع ذائقته حيال الفنون العالمية وبالتالي المحلية، ومن ثم يزداد تقديره لها ويساهم في دفع عجلة تنميتها؟
msenan@yahoo.comtwitter @Maha_alSenan **** Maha Alsenan Ph,D - أكاديمية وفنانة تشكيلية