عبر ما نتابعه في صحيفة الجزيرة من استعدادات إدارات التعليم لاستقبال منسوبيها إلا أننا نفاجأ في كل سنة ومع بداية العام الدراسي الجديد ببداية معاناة أولياء الأمور، والطلاب، والمعلمين، مع التعليم ومشاكله فتصبح هي حديث المجالس فكل له منها نصيب فالأغلبية تعاني من عدد من المشاكل المختلفة والمرتبطة بإدارات التعليم كلٌ حسب منطقته، فتجد معلماً يرغب بالنقل لمركز آخر داخل مدينته، وولي أمر يرغب بتسجيل أبنائه، وزوج يبحث عن نقل لزوجته المعلمة ويتفرغ من عمله للمراجعة لإنهاء أوراقها ويصبح الهم همين، ناهيك عما تنقله وسائل الإعلام عن حوادث الطرق التي تخص المعلمات خارج مناطقهم حتى أصبح مثل هذه الحوادث شيئاً روتينياً لدينا، ولا يمر الشهر إلا وتجد في الصحف مصرع معلمتين، انقلاب حافلة تقل معلمات وما شابه ذلك من أخبار مروعة، ولا يوجد شيء أهم من حياة إنسان، ولكن مسكين هذا المعلم فقد نجد المعلم يبدأ حياته المهنية بالمشاكل وتنتهي بنهاية مأساوية على الطرقات، وذلك لتأدية رسالة سامية، حيث وصف الشاعر دور المعلم وأهمية مكانته (سابقاً) ببيت نادر وفريد لازال يردد حتى يومنا هذا، ولكن لم يطبق مضمونه في وقتنا الحالي حيث قال:

قم للمعلم وفه التبجيلا

كاد المعلم أن يكون رسولاً

ومن غرائب الأمور التي حدثت ولازالت أن أحد المعلمين نقل من منطقة إلى منطقة وحاول الدخول على مدير شئون المعلمين بإدارة التعليم التي نقل لها عدة مرات، ولكن لم يستطع الوصول إليه وهو المسئول عن شئونهم ومشاكلهم، ودائماً ما يكون في اجتماعات، حيث يوجد بواب على مكتبه يمنع كل شخص من الدخول بحجة انشغاله وهذا عذره كل يوم، ولو أردت الدخول على وزير التعليم في مكتبه فأجزم انه أسهل من الوصول إلى مدير شئون المعلمين، وقمت بزيارة لأحد إدارات التعليم وبالفعل لم استطع الدخول على مدير شئون المعلمين لكثرة اجتماعاته التي لا تنتهي ولن تنتهي. احد الزملاء اخذ إجازة من عمله للتفرغ لنقل زوجته المعلمة حيث استبشر بخبر نقلها من الإحساء إلى الرياض ولكن تمنى أنها لم تنقل؛ حيث تم توجيهها إلى المتوسطة الـ 240 وهي جديدة ثم ألغيت بقدرة قادر (ولا يعرف السبب) وتم توجيهها إلى المتوسطة الـ 71 في الرياض وذلك برسالة Sms في آخر يوم عمل حتى لا تتم مراجعتهم أو الاستفسار منهم وموجودة الرسالة لدى زميلنا، وبعد ذلك حضرت احدى الموجهات وقررت نقلها هي وعدد من زميلاتها الجدد إلى الثانوية الـ 170 وهي بنفس مبنى المتوسطة الـ 240 لا اعلم كيف يتم التوجيه ولماذا لا يتم عمل وتنظيم التوجيه قبل بداية الدراسة بوقت كاف حتى لا يتعطل الطلاب ويتعطل المدرسون عن أداء رسالتهم؟ ما هذه الفوضى وسوء التخطيط؟ من المسئول عنها؟ لمن يتوجه ولي الأمر أو المعلم ليجد الرد على تساؤلاته وكيف سيؤدي رسالته وهو لم يتم التجاوب معه؟ ناهيك عن معاناة سكان شمال مدينة الرياض حيث توجد ثانوية واحدة تخدم سكان شمال الرياض والتي تخدم عددا متفرقا من الأحياء، حيث يفيد مديرها بعدم وجود كرسي للطلاب الجدد، وهو لا يُلام.

أم لابد من معرفة تشفع لك لكي تدخل ابنك المدرسة أم هي طرق جديدة لتوجيههم إلى المدارس الأهلية المكتظة في الحي وان سكان الشمال بإمكانهم إدخال أبنائهم في مدارس أهلية بالرغم من ارتفاع أسعارها.

وهذا شخص آخر يحاول أن يدخل ابنته في الابتدائية ويتكرر ذهابه للمدرسة والعودة لمركز التوجيه لعله يجد احداً يتكرم عليه بأن يقبل ابنته في المدرسة، بعد جهد جهيد يتم قبولها بعد فوات أسبوعين من الدراسة بسبب تسلط مديرة أو ضعف من إدارة التعليم وعدم مقدرتها على السيطرة على المدارس، فمن المسئول؟.

متى يستطيع المواطن أو المقيم في هذا البلد المعطاء أن يجد الترحيب وان يقبل ابنه بكل سلاسة دون اللجوء للواسطات والمحسوبيات؟.

قد أكون ذكرت السلبيات وهي كثيرة، ولا يمكن حصرها ولكن ليس كل المديرين أو المنتسبين للإدارة في التعليم بهذا الحجم من السوء، فيوجد عينات وحالات ايجابية تستحق الفخر بهم، فقد قدر الله أن يصل ابني للسن القانونية للدراسة وفكرت مراراً ان أسجله في مدرسة أهلية لكي لا ادخل في دوامة المشاكل والقبول ولا يوجد لدينا مكان ولكن استخرت الله وقررت تسجيله في احدى المدارس الابتدائية الحكومية القريبة من منزلي، وهي ابتدائية زياد بن سعد ووجدت أن المبنى مستأجر كما هو معتاد في اغلب مدارسنا، ولكن يوجد معلمون يعملون بصمت وبجهد فردي يشكرون عليه، حيث تم تنظيم دخولهم ووضع خطط لاستقبال الطلاب المستجدين من تقديم وجبة الإفطار لهم مجاناً في الأسبوع الأول وتقديم المسابقات والهدايا العينية واعتقد بل اجزم أن ما يصرف عليهم هو بمجهود فردي وليس له علاقة بإدارة التعليم، أتمنى من وزير التربية والتعليم الوقوف على مشاكل أبنائه الطلاب والمعلمين والمعلمات وزيارة إدارات التعليم بالمناطق، وسيقف على كثير من المشاكل التي يتهرب منها مسئولون تم وضعهم لخدمة التعليم ورفع رايته، وسيجد ما يشيب منه الرأس من المشاكل التي يأس أصحابها من إيجاد حل لها لدى مسئولينا.