يبدو أن مقولة (عائلة خواجات) لم تعد صالحة لتطلق على الأسرة الأقل أفراد بيننا، بعد الذي (هببه) الزوجان البريطانيان (سو) و(نويل) عندما أنجبا 16 طفلاً حتى الآن وهما لم يتجاوزا الـ40 من عمرهما بعد، بل إن الطفل رقم 17 في الطريق خلال أشهر!.

في مجتمعنا درج وصف من لديه (طفل أو طفلان) بأنه (خواجة) يعرف كيف ينظم أموره، ويتكتك حياته، بعكس الغالبية منا، عندما تجد أن الأم يتبعها في السوق (فريق كرة قدم) ما شاء الله تبارك الله، لا شك أن المال والبنون (زينة)، ولكن تنظيم الحياة، بعيداً عن شعارات (تخفيض النسل) يعد أمراً حميداً.

وهنا أطلق دعوة لكل (عروسين سعوديين) بأن يخططا مبكراً لحياتهما بشكل عصري وبما لا يخالف الشريعة السمحة أو العادات المتفق عليها، بعيداً عن التقليدية والتسرع للتفاخر في تكوين أسرة وإنجاب أطفال بشكل متواصل دون النظر إلى المستقبل بشيء من التروي والتعقل أو التفكير!.

حياة اليوم لم تعد مثل حياة الأمس، ولم تعد الأمور تقاس بعدد الأولاد (كعزوة) لأن متطلبات الحياة تغيرت، وأدوار الأبناء تبدلت، وإنجاب الطفل يعني مشروعاً يجب أن يعمل له الوالدان بشكل كامل وجيد، ويعدان له بكل شفافية من ناحية التربية والاهتمام مع تسارع الأحداث اليومية، وحاجة الأسرة، أعلم أن الله تكفل برزق كل مولود، ونؤمن بأن رزقنا ورزقهم في السماء بيد الله عز وجل، ولكن التنظيم لا يتعارض مع سماحة الدين والفطرة السليمة، ليتمكن الوالدان من تهيئة الحياة الكريمة لهما ولأبنائهما، وهي النصيحة التي أتمنى أن يتفهمها كل أب وأم.

نعود لما نشرته (ديلي ستار) يوم أمس عن أكبر أسرة في بريطانيا، حيث تقول الأم الحامل بطفلها الـ(17) بعد إنجابها تسعة أولاد، وسبع بنات: إنها لا تعتمد على المساعدات الحكومية، فهي تدير مخبز مع زوجها لتربية الأطفال، طوال سنين زواجهما التي امتدت لـ(22) سنة دون تعب أو تملل أو ضائقة مالية.

قصة (سو ونويل) ونجاحهما رغم صعوبة الحياة في بريطانيا، يجعلك تفكر أن ما قرأته أعلاه عن تنظيم النسل ربما يكون (كذبة غربية) أو مؤامرة، لتتساءل حتماً (عن عدد أفراد أسرتك)!!.

وعلى دروب الخير نلتقي،،،