لم تكن آفة التحريض الخبيثة المنبت ذات الثمر الممزوج بالشوك والشر حديث الساعة وبدع اليوم واللحظة، بل هو أزلي قديم قدم الدهر منذ حادثة أبي آدم عليه السلام ولم ينته بانتهاء الحادثة التي تمخضت عنه التي صورها القرآن الكريم كما هو معلوم لدى القارئ الكريم، بل استمرت الآفة الآكلة في جسد الوحدة سواء على مستوى المجتمع أو على مستوى الفرد أو الجماعة في كل زمان ومكان، ولعلها بعد تقدم الأمم والتوسع في تواصل الشعوب عبر التقنيات الحديثة التي صارت في متناول الجميع وما سطره ويسطره التاريخ البشري من ويلات وتمزق وشتات لأمم وشعوب ذاقت الأمرين وتجرعت كؤوس المنايا وحلت بها الرزايا وأحاطت بها المهالك من كل جانب، بعد أن أرخى شياطين الإنس الآذان لعداة الأمن والاستقرار، واستبيحت الأوطان وسلبت الحريات وانقلب رغد العيش إلى ضنك وضيق وعم الجهل وساد الخوف ورحل الأمن لغير رجعة وغاب صوت الحق الذي يحذر من الفتنة ويبين حجم مضارها على المعتقد والفكر والسلوك، فالفتنة نائمة ولعن الله موقظها، فما أطلت فتنة على مجتمع من المجتمعات إلا دارت عليه الدوائر وتمكن منه أعداؤه ولعل اتساع مساحات الحرية في مواقع التواصل الاجتماعي تجعل مسؤولية نبذ الفتن ووأدها كبيرة يجب أن تشارك فيها جميع الأطراف بدءا من الأسرة ومروراً بالمدرسة والمسجد وانتهاء بوسائل الإعلام التقليدية والجديدة حتى نقطع الطريق على كل خائن ومتربص لوطنه وأمته، اللهم احفظ وطننا من الفتنة ودعاتها واجعله آمنا مطمئنا ووفق ولاة أمرنا لما فيه صلاح وخير الأمتين العربية والإسلامية.. آمين.
- مدير مدرسة ملهم الابتدائية