بعد إنجاز وزيري الخارجية الأمريكي جون كيري ووزير الخارجية الروسي لا فروف لصفقتهم (سورية) تصافحا بالأيدي وتعانقا بالأكتاف وملأت الابتسامة الوجوه كأن لم يكن هناك شعب في سورية يقتل وأطفال تيتم ونساء أرامل وبيوت تهدم، كأن لا كيماوي ولا براميل متفجرة تلقى على المساكن والمارة وصواريخ تزرع الرعب والخوف.
الربيع العربي الذي جاء ليقتلع العسكر من قيادة البلاد العربية في : تونس، مصر، ليبيا، اليمن، وسورية والعراق اقتلع معه ماتبقى من قوة للعرب كانت تعمل التوازن مع التحركات الغربية وبخاصة روسيا وأوروبا كانت مصر بقوتها والعراق وسوريا وشريط الشمال الإفريقي : ليبيا تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا. تدفع أوروبا إلى وضع الحسابات لأن الشمال الإفريقي من مصر وحتى موريتانيا هو في مواجهة أوروبا جغرافيا وسكانيا، وروسيا كانت لها حسابات مع مصر وليبيا وسوريا أما اليوم فقد سقطت كل تلك الحسابات, فالعرب قلمت أظافرهم وسورية أصبحت شيئا من المتاع المعروض للبيع، كما أن أمريكا لم تر في دول الربيع حليفا لها لأن الشعوب دفعت بنفسها للواجهة السياسية، وأمن إسرائيل أصبح هو الأهم وعلى المحك لذا تولت أمريكا ملف سورية ولم تعهد به لأحد, وليس كما هو ملف ليبيا الذي أسند إلى أوروبا لأن سورية تجاور إسرائيل ولا تثق بأي (راع) أوروبي لحماية إسرائيل.
صورة الوزيرين كيري ولافروف صورة مكررة من حرب الخليج الثانية والثالثة عندما كانت روسيا تدافع عن صدام حسين لتقبض الثمن المالي وتستنزف العراق ودول المحور المناصرين له، وخلال تلك الحربين استنزف العرب عرب المحور وعرب الحلفاء والطوق من عام 1990م وحتى 2003م ومابعدها. نفس المشهد والصورة تكررت ابتسام للكاميرات وتصافح وعناق ومقايضة وقبض الثمن من جميع الأطراف.
أمنيات العرب أن تكون حرب سورية آخر حلقات الحروب العربية وأن يتوقف ربيع العرب لإعادة بناء نفسه ودوله وترميم دواخله، فإذا كانت أمريكا وعلى لسان رئيسها أوباما ووزير خارجيتها كيري قالت سئمنا وتعبنا من الحروب فإن العرب أولى أن يتوقفوا ليستمتعوا بربيعهم ويرعونه.