|
كتب - سلطان الحارثي:
الازدواجية أو تعدد المناصب في اتحاد القدم أصبح هاجس الكثير من الرياضيين, فمنهم من يرى بأن عمل أي شخص في أكثر من جهة مؤثر, وقد يشتت ذهن من يعمل, ومنهم من يرى بأن العمل يكون مؤثرا متى تضاربت المصالح فقط.
(الجزيرة) ناقشت هذه القضية مع عدد من المختصين وكانت البداية محمد السويلم مدير الكرة بفريق النصر سابقا والذي اعتبر ازدواجية المناصب أحد الأسباب المؤثرة في التطوير والإصلاح التي تحتاجه الرياضة, وقال: «هي لا تمثل إلا مكتسبات شخصية على حساب الرياضة السعودية التي تحتضر في المرحلة الحالية».
وتابع السويلم: « نعم هي أحد الأسباب التي جعلت التطور في الوطن والإصلاح بشكل عام تطورا وإصلاحا سلحفائيا, والرياضة هي إحدى مؤسسات الدوله التي تعاني من الفساد».
وعزا السويلم أسباب الازدواجية في اتحاد القدم إلى الأنا وحب الذات والبرستيج الاجتماعي والعلاقات الشخصية, ولغياب القائد الذي يملك القدرة على اختيار الأفضل وليس الأقرب».
وأشار السويلم إلى أن الرياضة السعودية لا يمكن أن تتقدم للأمام بهكذا عمل, حيث قال: «الرياضة السعودية تمر بمرحلة صعبة جدا، وتحتاج إلى عمل قوي ومركز ولن يكون ذلك إلا بالتفرغ التام لهذه المهمة, ووجود أشخاص يعملون في عدة لجان محلية وقارية ودولية ماهو إلا تعطيل للإصلاح والتنمية وقتل للطاقات البشرية التي تملك القدرة على التواجد والمشاركة في عودة مجد الرياضة السعودية لأنها تملك التخصص والطموح وحب إثبات الذات، وعمل الشخص في أكثر من منصب ليس دليلا على قدرته، ولا يمكن أن يكون لندرة المؤهلين، فالوطن ولله الحمد غني بالشباب المؤهلين القادرين على صنع الفارق لكنهم ينتظرون الفرصة، (وعلى قول الأولين صاحب شغلتين كذاب والثالثة حرامي)».
كيال: الازدواجية لها معان عدة
من جانبه أشار الأستاذ طارق كيال مدير الكرة بفريق الأهلي السابق إلى أن الازدواجية في العمل لها معان كثيرة, وقال: «الازدواجية لها وجهان, وجه مؤثر وآخر غير مؤثر, فإن كان التعدد أو الازدواجية غير مؤثرة وليس فيها تضارب مصالح فهنا يكون التعدد شيئا طبيعيا, فنحن في مجال كرة قدم, ومن يخدم الرياضة هم الرياضيون, ومن يعمل في المجال الرياضي لا بد أن يكون رياضيا, ولا بد أن يكون ملما بالقوانين والأنظمة والتعليمات واللوائح, وهذه ليست متوفرة كثيراً في أغلبية الناس, والتعدد ي هذه الحالة لا يضر وليس فيه أي مشكلة, ولكن التعدد الوظيفي المؤثر يكون حينما تحضر المحاباة أو كشف عمل سري لمصلحة, وهنا تكون تضارب المصالح وحينها ترفض عملية الازدواجية أو التعدد الوظيفي».
وتطرق كيال للأسباب الازدواجية من وجهة نظره, حيث قال: «الازدواجية عادة تكون بسبب نقص الكفاءات, أو أن اتحاد القدم ليس محترفا, وهنا تكون الوظيفة ليست مضمونة, وليس لها سلما وظيفيا ونظام تقاعد, فاتحاد القدم يعتمد على نظام الكفاءات والساعات, وقد يتغير بعد أربع سنوات, وهذه من الأمور التي تجعل الازدواجية حاضرة».
وعما إذا كان عمل شخص في أكثر من منصب يعود لقدرته أم لندرة الكفاءات, قال: «جميعها, ولعل العمل في الاتحاد غير مرغوب من الأغلبية لأنها وظيفة غير مستقرة، ولا يمكن أن تعطيها كل الوقت, وهذا نتج عنه ندرة الكفاءات التي تُقدم على هذه الوظائف».
وختم كيال حديثه بأن التعدد يشمل أيضا من يعمل في اتحاد القدم وهو موظف خارجه كمدرس أو مهندس أو محام, وقال: «90% ممن يعملون في اتحاد القدم يعملون خارج الاتحاد ويعملون داخله, والسؤال هل هذا يعتبر تعددا أم لا؟ هو تعدد ولكن ليس مؤثرا, ومن هنا نقول: إن تضارب المصالح هو المؤثر وليس التعدد بحد ذاته».
العقيل: الازدواجية أمر غير جيد
من جهة أخرى اتصلت (الجزيرة) بأحد متعددي المناصب في اتحاد القدم وهو الأستاذ أحمد العقيل عضو مجلس اتحاد القدم ونائب رئيس لجنة المسابقات والمدير التنفيذي لدوري ركاء, الذي أكد أن الازدواجية أمر غير جيد, وقال: «الازدواجية لا تعطي أي مجال للعمل والإبداع, ولكن لا بد أن نعرف مفهوم الازدواجية وهو أن يكون الشخص في لجنتين مختلفتين أو يكون في وظيفتين مختلفتين, هذه هي الازدواجية, بمعنى أن يكون موظفا في اتحاد القدم وموظفا في رابطة دوري المحترفين, هذه ازدواجية, أو يكون عضوا في لجنة المسابقات وعضوا في لجنة الانضباط أو لجنة الحكام, هذه أيضا ازدواجية, أما أن يكون عضوا في لجنة مثل ما أنا في لجنة المسابقات ومدير تنفيذي لدوري الدرجة الأولى فهنا ليس فيها أي تعارض أو تعددية لأنني أعمل في مجالين مختلفين».
وأضاف: «عضويتي في لجنة المسابقات لا يتطلب حضوري إلا في أوقات الاجتماعات, بينما عملي كمدير تنفيذي يتوجب حضوري بشكل يومي, وهو عملي الرسمي, مثلي مثل من يعمل في أي دائرة حكومية ويكون عضو مجلس إدارة في إحدى الشركات, هذه لا تعتبر ازدواجية».
وأوضح العقيل أن العمل في لجنة المسابقات ودوري ركاء لا يؤثر عليه نهائيا, حيث قال: « ليس هناك تأثير, فعضويتي في لجنة المسابقات لا يتداخل في عملي الرسمي في رابطة المحترفين».
وتابع العقيل: «هل هناك تعارض في عمل الدكتور خالد المقرن كمشرف تربية بدنية في إدارة تعليم الرياض وكونه رئيس لجنة المسابقات؟ وهل هناك تعارض في عمل حمد الصنيع الرسمي وعمله في لجنة المسابقات؟ وللعلم أعضاء مجلس إدارة اتحاد القدم ليس بينهم متفرغ, وجميعهم في وظائف وهذا أمر طبيعي, فمجالس الإدارات في الشركات الكبرى تجدهم موظفين في قطاعات أخرى».
وأشار العقيل إلى أن الازدواجية تحظر لو كان موظفا في اتحاد القدم وعضوا في إحدى اللجان, وقال: «أنا لست موظف اتحاد, وعملي في الرابطة مختلف تماما عن عضويتي في لجنة المسابقات, وليس بينهما أي ازدواجية أو تأثير».
وعما إذا كان يرى بأن الازدواجية تشير إلى عدم وجود الكفاءات في اتحاد القدم, قال: «ليس كذلك, ولكن بعض المؤهلين لا يجدون الوقت الكافي, ولا يجدون المردود المالي المناسب, فمثلا هناك كوادر مؤهلة وجيدة عرضنا عليهم العمل في لجان اتحاد القدم ولكنهم رفضوا إما لضعف المقابل المادي أو لعدم رغبتهم في الاحتكاك بالإعلام والوسط الرياضي بشكل عام, أو لعدم وجود الوقت الكافي, ولعلي عرضت على كثير من الأشخاص العمل في اللجان ولكنهم قدموا اعتذاراتهم».