غريب جداً ما يحصل في هذه الأيام من توتر في إعلامنا الرياضي جعل من بداية هذا الموسم الطويل مشحوناً بشكل لم يسبق له مثيل. فلو سلمنا أن هنالك أحداثاً جللاً توافق حدوثها في هذه الفترة القصيرة من الزمن لقلنا (صدفة)، ولكن الأحداث التي أخذت حيزاً من النقاش والتحقيق وتوجيه الأسئلة وإعادة فتح القضية جلها إن لم يكن كلها قضايا مفتعلة وهامشية تضخم (حد الانفجار) ليس للبحث عن حل لها (لأنها مفتعلة من الأساس) ولكنها موجهة وبكل دقة لتكريس نظرية المؤامرة والمستفيد الأوحد في كرتنا. وما قضية عكاز سالم الدوسري لاعب الهلال والمنتخب السعودي إلا فصل واحد من فصول هذه المسرحية الهزلية التي ستمتد إلى نهاية الموسم وما يعقبه من فترة توقف. فالقضية بحد ذاتها لا تعنيني، فهي لدي وبكل بساطة لاعب تم استدعاؤه للمنتخب وقرر الجهاز الطبي عدم جهوزيته (حالياً) وعاد لتمثيل فريقه بعد فترة الاستشفاء التي زادت عن خمسة عشر يوماً. انتهى. ولكن ما يهمني هو التعاطي معها بهذا الشكل الذي يسد علينا أي طريق لتقديم حسن الظن في طريقة تناولهم للموضوع. ففي البداية كان هنالك إعلاميون وصحف ووسائل إعلام وجماهير محددة تسخر من ضم سالم للمنتخب على عكازه، وأن المنتخب أصبح ملاذاً لمصابي الهلال. ثم يقوم نفس الإعلاميين والصحف ووسائل الإعلام والجماهير بالتباكي على خيانة سالم العظمى للوطن لأنه لم يلعب لمنتخب بلاده. ألا تخجل هذه الفئة من تقليب آرائها بين لحظة وأخرى كطفل في محل ألعاب لا يستقر على رأي إلا وقام بتغييره؟ هل قمتم بلا وعي بتشخيص فكركم الرياضي بأنه هَرِمٌ وأنكم تعيشون شيخوخة متقدمة من التعصب الأعمى رافعين شعار (العكاز) اعترافاً بفشلكم؟
عكاز آخر مضحك كان بالحديث عن تنسيق لاعب أولمبي الهلال عبدالوهاب الفريدي (شقيق أحمد الفريدي لاعب الهلال السابق) في آخرساعة في فترة التسجيل. ما سبق هو النص المتداول إعلامياً بطريقة فيها الكثير من الخبث الإعلامي (غير الحميد) والذي يزيد من توتر الأجواء. فإدراج اسم أحمد الفريدي كشقيق للاعب هو محاولة لربط علاقة الهلال بلاعبه السابق ليس إلا، في حين أن الهلال قام بتنسيق سبعة عشر لاعباً بخلاف الفريدي الصغير. فهل جميعهم أشقاء للفريدي؟ والأدهى والأمر في هذا (العكاز)، أن الجميع تجاهل نقطة بالغة الأهمية وهي أن عبدالوهاب الفريدي هو لاعب هاوٍ وإسقاطه أو تنسيقه أو حتى تسجيله في سجلات فريق آخر لا تخضع لفترات الانتقالات المعروفة الخاصة باللاعبين المحترفين فقط. فهل نشر تلك الاخبار يندرج تحت بند المهنية ومواثيق شرف القلم؟ أم هي مجرد خربشات متعصبين وجدوا أنفسهم أمام الكاميرا أو المايك أو على مكتب رئيس تحرير صحيفة ورقية؟ طالبنا وما زلنا نطالب بإيجاد جهة رقابية (إعلامية - رياضية) لسنّ قوانين صارمة لكل هذا الانفلات اللا معقول الحاصل في رياضتنا. نحن نسير للهاوية فبدلاً من محاولة التراجع وسلك طرق التطور، نجد أن هنالك من يعبّد لنا طريق تلك الهاوية لننزلق إلى أعمق نقطة فيها. فهل من مجيب؟
بقايا...
- ملابس، عكاز، نظرة، همسة، نية، إلخ.. ، هذه مواضيعنا وتلك هي اهتماماتنا فلا عجب أننا في المركز 109!
- تحكيمياً تضرر الهلال في الجولة الثالثة، فعم الأمن والأمان أرجاء البلاد. شكراً يا هلال.
- تصدير المتعصبين وتأطيرهم في إطار (محلل حصري - ناقد فني - إعلامي رياضي) هو ترسيخ لمبدأ: الجهلاء أولاً.
- كثرة المشاكل التي تحصل عند كل استدعاء للمنتخب تكون بسبب لاعبي الهلال، فهل تتكرَّم علينا إدارة المنتخب بحرمان لاعبي الهلال جميعهم من تمثيل المنتخب في أقرب استحقاق لننعم بأجواء صحية تدفع منتخبنا لتصنيف أفضل وأداءٍ أكثر فعالية؟ لنجرب. فلن نخسر كثيراً ونحن في القاع.
خاتمة...
ألقاب مملكة في غير موضعها
كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد
(ابن عمار)
Twitter: @guss911