فادحة هي الخيبات حين تأتي في غير وقتها..!
ومثيرة للحنق أحيانا، وللحسرة آحايين عديدة..
الصيادُ الهاربةُ من سنارته سمكةُ، كانت كافية لإشباع عدد ممن يتحلقون حول سفرة الطعام في بيته كل يوم، كفيلة الخيبة فيها بدفعه إلى البحر بحثاً عن السمكة،
فإما أن يموت، ويقولون: أجله، ...
أو يصابُ، فيقولون: مقدَّرٌ..،
أو مجنونٌ.. ويشفقون عليه...،
وهو مَن رمى نفسه للبحر، خيبة لكنها قاضية..!
الحاطب في وضح النهار، لا يرى في الفلاة شجرة... فينهال بفأسه على الممتدة، يصيب منها ثراها، وحجرها، وخشاشها..!!
والحاطب في الليل على عتمته، وعجز رؤيته.. يتخبطان في خيباتهما أن أمضيا الطريق، وباءا بالخواء...
الخطيب المتحدث بعلم، وبحكمة، وبخبرة.. والجالسون إليه يصيخون، أو يتهامسون، أو يسرحون أو يغفون، وكأنه يُسمع من ليس حيا.. تحل بصدره الخيبات..، شأنه والمعلم الذي لا يجد بيئة، ولا دعما، ولا حرية.. فتكبله التعليمات، وتقيده المحبطات، ..
خيباتهما فادحة..
المؤذن، والكاتب، والشاعر، والمنجِز.. والطبيب، والكادح، والثكلى، والباذل، والصادق، والمحزون...كم، وكيف هي خيباتهم؟!!
كيف تحل بهم، كيف يواجهونها..؟
بالصمت؟ وهو موغر في الحسرة..
بالصبر؟ وهو محك للاجتياز..
بالانتقام؟ وهو مهدر لكل جميل..
فادحة هي الخيبات النازلة على غفلة..،
غير المتوقعة بالأمل..
كمين الأحلام، ومقبرة الطموح..!
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855