|
إسطنبول - رويترز:
تعهد رئيس الحكومة المؤقتة للمعارضة السورية الجديد أحمد طعمة بالحد من نفوذ متشددي تنظيم القاعدة، الذين قال إنهم استغلوا عجز المعارضة عن ملء الفراغ الذي أحدثه انهيار سلطة بشار الأسد في كثير من أنحاء البلاد. وقال طعمة في أول مقابلة تجرى معه بعد أن اختاره الائتلاف الوطني السوري المعارض هذا الأسبوع رئيساً لحكومة تضم 13 عضواً: إن المعارضة يجب أن تواجه القاعدة فكريا بالتأكيد على أن الديمقراطية لا تتنافى مع تعاليم الإسلام، كما يتعين عليها الحد من شعبية التنظيم باستعادة الخدمات العامة في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. وقال طعمة: فوق ما عاناه الناس من النظام من قتل وتشريد ودمار يعانون من سلوكياتهم وتصرفاتهم ومحاولة إجبار الناس على أفكارهم وطروحاتهم. الشعب خرج من أجل فكرة جوهرية أساسية، هي فكرة الحرية، فكيف يمكن أن يقبل بتسلط آخر. وأضاف: نحن نسعى لنشر ثقافة الديمقراطية بشكل واسع لصالحنا ومصلحة والشعب، إذا أردنا أن نقيم دولة تعددية ديمقراطية مستوعبة لجميع أبنائها فلا بد من نشر الديمقراطية على شكل واسع. وأضاف: نظرية البيعة القائمة على الشورى لا يمكن أن تقبل بالحاكم إلا إذا أخذ البيعة من الناس وبمحض إرادتهم وخيارهم. هذه النظرية لا يمكن أن تطبق في العصر الحاضر إلا بالانتخابات وصناديق الاقتراع. وطعمة هو أرفع شخصية في المعارضة تنتقد القاعدة علانية. وكان طعمة سجيناً سياسياً، دعا إلى التسامح خلال مشواره السياسي الطويل، غير أنه يواجه مهمة شاقة، تتمثل في تأسيس إدارة مركزية في المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، التي تعمل فيها مئات الألوية دون قيادة موحدة، بما ينذر بالفوضى، ويتمتع فيها مقاتلو القاعدة المنظمون بوجود كبير. ولم يتضح بعد ما إذا كان طعمة يمكنه تعزيز مصداقية المعارضة ووضعها في الوقت الذي تمارس فيه دبلوماسية عالية المخاطر بين واشنطن وموسكو لإنهاء الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ عامين ونصف العام. وقالت مصادر من المعارضة إن اشتباكات اندلعت في الأسبوع الماضي بين فصيل على صلة بالقاعدة ومقاتلي الجيش السوري الحر في محافظة دير الزور مسقط رأس طعمة، الواقعة على الحدود مع العراق. وفي علامة على الخلاف المتنامي بين المتشددين والمعارضين الأقل تشدداً طلب زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري من الإسلاميين المتشددين في سوريا تجنب التحالف مع غيرهم من مقاتلي المعارضة المدعومين منول غربية وخليجية تدعم الائتلاف الوطني السوري أيضاً. ويُعتبر طعمة الأمين العام لتجمع إعلان دمشق، الذي يضم شخصيات معارضة مخضرمة، قادت المقاومة السلمية ضد الأسد قبل الانتفاضة. وقال طعمة إن المعارضة تواجه تحدياً فكرياً لإقناع الكثيرين ممن انضموا إلى القاعدة بترك هذا التنظيم. وأضاف: نحن لدينا هذا التحدي الفكري والشعبي لإقناع أكبر قدر منهم بالتخلي عن هذه الأفكار المتشددة لصالح الوطن، ونحن نؤمن بالحوار، ولكن إن أبوا فإن الحكومة سوف تبحث عن كل الوسائل الممكنة لتضمن أمن الناس ومعيشتهم وعيشهم الكريم. وأشار إلى أن الكثيرين في صفوف التابعين للقاعدة في سوريا لا تربطهم علاقة قوية بالتنظيم، وانضموا إليها لأنها تمدهم بالأسلحة اللازمة لمحاربة قوات الأسد، وتوفر الخبز والسلع الأساسية للسكان المحليين. وأكد أن حكومته تسعى لتوفير كل هذه المتطلبات للحد من نفوذ تنظيم القاعدة في سوريا.