لا يختلف اثنان على أن لكل دولة طريقا مرسوما للاهتمامات بمختلف الشؤون العامة للدولة، والكثير من هذه الدول، تختلف الأولويات من دولة لأخرى حسب إمكاناتها وظروفها وتطلعاتها، وقد يكون هنالك دول تولي اهتماماتها في الاقتصاد أو لصحة أو غيرها.. ومن هذا وذاك ندرك اختلافا في المفاهيم بين الدول لوضع خطط تنموية ووضع سلم تدريجي موضحا فيه الاهتمامات والأولويات لكل منهج.. والمملكة العربية السعودية من أولى الدول التي ترسم خطى واضحة في مفهوم التنمية والتطوير المدروس.. فقد سخرت كل إمكاناتها المالية والبشرية لكي ترتقي بهذه الدولة إلى أعلى الهرم لكي تصل وقد تتعدى مصاف الدول المتقدمة ونظرة الحكومة السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وحكومته السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة مبدأ راسخ في الأذهان منذ أيام الملك عبدالعزيز -رحمه الله- أن خدمة الوطن وإيجاد الأمن لكل مواطن ومقيم من أهم مبادئها يعلو هذا كله الاهتمام بالحرمين الشريفين.. ولا يخفى على أي مواطن ومقيم أن التوجه الدائم لخادم الحرمين وحكومته الرشيدة إيجاد بيئة صحية تكاملية مترابطة تجعل كل فرد من أفراد هذه البلاد يعيش في أمان صحي دائم.. وكذلك اهتمام هذه بكل ما يجعل المواطن والمقيم في رغد العيش وفي منظومة الأمن والأمان والحياة السعيدة والاستقرار.. ومن هذا تطلق عربة التطور والبناء في كل أرجاء الوطن، والكل يعلم اهتمامات قائد هذه الأمة بالحرمين الشريفين ومتابعة ما ينجز أو سير العمل.. وإن من نعم الله علينا أن تكون هذه المقدسات في هذا البلد الأمين يقوم برعايتها وتسخير كل الإمكانات البشرية والمالية حتى تكون هاتان المدينتان من أرقى دول العالم عمرانا وبناء لأن قلوب كل مسلم ومسلمة تتجه لها، قلوب العالم الإسلامي.. إن منطلق الدولة السعودية في كل الاهتمامات لهاتين المدينتين وسائر مدن المملكة ينطلق من العقيدة الإسلامية التي تؤمن بها أولا بالإضافة إلى مكانتها في قلوب كل مسلم ومسلمة فهي القبلة الأولى التي يتجه لها كل المصلين في جميع بقاع العالم، تتميز بخصائص وخصوصية في العبادات لا تتميز بها أي مدينة أخرى.
الدولة السعودية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- أعطت الأفضلية لهاتين المدينتين في كل المجالات وبذلت لهما الأموال في البناء والتوسعة والحرص على أن تستوعب أكبر عدد من المسلمين حتى يؤدوا مناسكهم في يسر وروحانية، وليس بغريب ما تقوم به المملكة تجاه مكة والمدينة فهي تأتي من مبدأ إسلامي خالص لوجه الله تعالى فسخرت جل اهتماماتها للظهور بهاتين المدينتين بأرفع مستوى يتناسب مع مكانتهما الإسلامية.. فتجد خادم الحرمين الشريفين في كل مناسبة أو خطاب ينوه بمكانة الحرمين الشريفين في قلبه وقلب كل مسلم.. ومما لا شك فيه أن اهتمامات حكومتنا الرشيدة بخدمة الحرمين والاهتمام بسكانها والمقيمين والقادمين إليها من كل حدب وصوب لكي يكونوا في أسعد حال. ولا أبلغ ولا أنبل من متابعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لكل مشاريع مكة والمدينة ومتابعتها بنفسه حتى أصغر وأدق الأشياء يناقشها مع أصحاب الاختصاص مناشدا كل العاملين على سرعة الإنجاز في بوتقة الإتقان لكي تظهر هذه المشاريع بمظهر يليق بهذه الأماكن المقدسة لكي تواكب في تطورها العمراني مصاف الدول المتقدمة إن لم تسبقها.. فقد صرح صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن فيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية (أن ما تقدمه المملكة من خدمات لضيوف الرحمن وما تنفذه من مشروعات يأتي في مقدمة اهتماماتها التي شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين وكل الأماكن المقدسة)، مؤكدا سموه أن هذه المشروعات والصرف عليها نابع من المسؤولية لهذه البلاد وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين.. مؤكداً سموه أن كل ما تنفقه هذه الدولة من آلاف الملايين والمليارات لا ترجو من ورائه أي مردود مالي اقتصادي.. فهذه هي المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها وحتى الآن تسير بخطوات ثابتة متجددة ترجو بها الأجر والمثوبة من الله سبحانه وتعالى. أسأل الله رب العرش العظيم أن يديم لهذه البلاد أمنها وعزها.
د. علي سعيد آل صبر - أبها