قرأت في العدد 14912 وتاريخ 18-9-1434هـ رد مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بمركز الأمير سلمان الاجتماعي المعنون بمركز الأمير سلمان الاجتماعي شاهد على ما يلقاه كبار السن في مجتمعنا من تقدير واهتمام، رداً على الأخت لبنى الخميس في 29-8-1434هـ بعنوان: ماذا يعني أن تكون مسناً؟ ولقد دهشت كثيراً لهذا الرد غير المنطقي والذي يحتوي على حشو الكلام الذي لا يفيد، فهل احتياج كبار السن وتقديرهم في وجود نادٍ أو مركز اجتماعي يقبع في مكان واحد من المملكة وهل ما يقدمه هذا النادي كفيل بتوفير احتياجات كبار السن؟ ثم هل هذا النادي مهيأ فعلاً لكبار السن والانتساب إليه مجاناً؟ أو قل بسعر رمزي؟ الذي أعرف أنا أن الرسوم السنوية مبالغ فيها جداً وتصل إلى فوق الألفي ريال، بما فيه الأسعار الأخرى من مطاعم ودخول للسونا واستخدام الدواليب وخلافه.
كم كنت أتمنى أن يكون الرد مقنعاً ويدخل تحت طائلة عموم كبار السن بالمملكة وليس الرياض فقط وتحديداً للقاطنين قرب مخرج 10 من الطريق الدائري، فكبير السن الذي يسكن في الشفاء والسويدي والفيحاء والبديعة وغيرهما من الأحياء كيف ستقدم له الخدمات إذا سلمنا أن تلك الخدمات صحيحة ومعقولة وليست بدون رسوم؟ إن هذا الرد كمن يحاول اقناعك أن تشرب الشاي مع الملح وليس مع السُكر. إن ما يحتاجه المسنون أو بالأصح المتقاعدون حاجات كثيرة تلبي مطالبهم واحتياجاتهم في آخر حياتهم ومحاولة لرد الجميل لهؤلاء الفئة الذين أفنوا أعمارهم في خدمة وطنهم وليس بوجود ناد اجتماعي فقط، فليس كل المتقاعدين قادرين على الحضور إلى الرياض، وليس كل المتقاعدين قادرين على دفع الرسوم، وليس كل المتقاعدين صحتهم تساعدهم على ذلك.
إن ما يحتاجه كبار السن والمتقاعدون بالدرجة الأولى هو العناية بهم صحياً وإيجاد نظام التأمين الصحي عاجلاً لهم، ذلك لأن المسنين لا شك يحتاجون إلى تلك العناية لما يفتك بهم من أمراض كثيرة لا تخفى على أحد، وهي تلك الأمراض المعروفة كالضغط والسُكر والكلسترول وغيرها من الأمراض التي تدب في أجسام كبار السن، وعلاجها المستمر يتطلب راحة لكبير السن وعدم الانتظار في ردهات المستوصفات غير المؤهلة أصلاً ومواعيد المستشفيات الطويلة وأحياناً العرقوبية.
كبير السن يحتاج إلى اهتمام بصحته عاجلاً، وهذا أقل ما يقدم له نظير ما قدم من عمل سابق أو قل هو حق من حقوقه كمواطن، ثم يأتي بعد العناية بصحة كبار السن والمتقاعدون إيجاد نوادٍ اجتماعية فعلاً في كل أحياء المدن والمحافظات وبدون رسوم مطلقاً تخدم هذه الفئة فعلاً اجتماعياً وثقافياً وصحياً وترفيهياً فمثلا مدينة الرياض تحتاج إلى عشرة نواد اجتماعية مؤهلة ومهيأة لهذه الفئة وليس لناد واحد فقط، فليس كل المتقاعدين قادرين على دفع هذه الرسوم الباهظة وليس كل المتقاعدين قادرين على الحضور إلى شمال الرياض ناهيك وكما تعرف الزحام المروري الشديد الذي يعيق هؤلاء عن الحضور إلى هذا المكان، ثم إن مرتبات المتقاعدين وبخاصة ذوو الوظائف المتدنية قليلة جداً لا تفي بالغرض ومتطلبات الحياة، فهم يحتاجون إلى وقفة في هذا المجال من زيادة مرتباتهم ودخلهم الشهري حتى يستطيعوا الوقوف على متاعب الحياة المختلفة، ثم إن العناية بكبار السن والمتقاعدين معدومة تماماً في كل الأجهزة الحكومية والمطارات والفنادق، حتى أن تأجير السيارات ممنوعون منها وكذلك قروض البنوك (المصارف) والمؤسسات الأخرى، ثم أليس من الأجدر والأفضل أن نعطي هؤلاء المتقاعدين كبار السن حسومات نظامية في أسعار وتذاكر الخطوط والحافلات والفنادق والمستشفيات، وليكن هذا نظاماً واضحاً وصريحاً لمن تنطبق عليه شروط كبار السن أو من يثبت أنه متقاعد ولا تكون هذه التخفيضات وهمية وذات استجداء.
إن ما خرجت به المؤسسة العامة للتقاعد في الآونة الأخيرة من إيضاح للحصول على مثل هذه الأشياء وفي أماكن محدودة من فنادق ومستشفيات ومحلات أخرى ما هي إلا للتلميع فقط لكنها على الواقع غير ملموسة ويكتنفها الاستجداء والتوسل.
لا أحب الإطالة في هذا الموضوع كثيراً لكنني أحب أن أهمس للمشرفين على الجمعية السعودية للمتقاعدين أن المتقاعدين يحتاجون إلى حاجات كثيرة وليس إلى تصريحات جوفاء لا تحقق الأهداف وما يصبو إليه هؤلاء المتقاعدون، وعلى المنتسبين بل والمشرفين على الجمعية القيام بواجبهم تجاه هذه الفئة ودراسة ما يحتاجونه فعلاً من احتياجات الحياة المختلفة التي تتطلب التوفير عاجلا غير آجل تحت أنظمة واضحة ودقيقة دون منةٍ وتوسل لدى الغير إذ إن ما صرح به حيال التخفيض لهذه الفئة في بعض المراكز والمحلات والمستشفيات ليس له أساس فهو مجرد تلميع لكلا الطرفين والإفادة أن هناك أناساً يعملون لكبار السن والمتقاعدين والحقيقة خلاف ذلك.
في نهاية حديثي المتواضع أو قل مقالتي الركيكة لا أعرف إلى من أتوجه له فعلاً لدراسة احتياجات المتقاعدين وكبار السن الفعلية، لكنني أحب أن أوضح أن العمل الحقيقي لهذه الفئة هو أمانة عظيمة ويجب على المسؤول عنها القيام بها خير قيام، وإلا فإن المسؤولية الحقيقية أمام الله عظيمة وسيحاسب كل مسؤول أمام الله.
سدد الله خطى العاملين المخلصين.. والسلام عليكم.
د. صالح بن عبدالله الحمد - محافظة الزلفي