هل هي القصة الأولى؟ وهل ستكون الأخيرة؟! أم أن حوادث اعتداء أخرى أصبحت طي (الكتمان والسر) ولم تصل للإعلام خوفاً من الفضيحة؟!
هي طالبة جامعية (19 عاماً) تعاني من آثار 13 عملية جراحية، تعيش بجهاز في النخاع الشوكي، تسكن في الدمام، وتدرس في الأحساء، شعرت الأربعاء الماضي بالجوع وهي في الطريق لمحطة القطار للعودة إلى منزلها، فطلبت من السائق أن يقف لتحصل على وجبة سريعة، دخلت دورة المياه عند انتظار الطلب، لتفاجأ بعامل المطعم يقتحم عليها دورة المياه، مستغلاً ضعفها وعدم قدرتها على الدفاع عن نفسها، إلا أن صديقتها سمعت صراخها بعد نزولها من السيارة صدفة، لتطلب النجدة من السائق السعودي!
القضية يتم النظر فيها الآن بحسب الزميلة (عكاظ)، وحتماً سينال المجرم عقابه، إلا أن جراءة هذا الوحش البشري تعلّق الجرس مجدداً، بضرورة تثقيف الفتيات (علمياً وعملياً) بكيفية حماية أنفسهن من الاعتداء في الأماكن العامة من قبل بعض الشاذين ومعدومي الضمير، وهو ما يجعلني أطالب بضرورة تضمين بعض المناهج الدراسية لشيء من ذلك!
الصورة قد تتكرّر في المول أو المطعم أو الفندق أو أي مكان آخر، مما يعني أن بناتنا في حاجة ماسة لمن يتحدث معهن في هذه المواضيع بشكل صريح وشفاف، ومن ثم تدريبهن في قاعات علمية ومن أناس ثقات، ولعل تخصيص بعض المواضيع الدراسية لتأهيل الفتاة لكيفية التعامل مع (المجتمع الخارجي) بشكل آمن ضرورة ملحة!
قد تخفق الأسرة لأي سبب في تعويد الفتاة على الطريقة الصحيحة لحماية نفسها، ولكن لن تخفق المدرسة أو الكلية في التدريب لذلك، ولو بلفت انتباه الطالبة لكيفية حماية نفسها، سواءً باللبس المحتشم، أو اختيار الأوقات المناسبة للخروج، وتحديد الأماكن المناسبة والمحلات التي يمكن أن تدخلها وهي آمنة!
إذا كان هناك نماذج لفتيات (قويات) ومتمرسات منذ الصغر للتعامل مع الناس الأغراب والأجانب بشجاعة، فإنه يوجد في المقابل فتيات (بريئات) لا يعرفن كيف يتصرفن (بأمان) حتى مع البقال، أو السائق، أو البائع، مما يجعلهن (ضحايا محتملات) لمطامع هؤلاء!
فمن المسئول عن حمايتهنّ؟! أو عدم توعيتهنّ على الأقل؟!
وعلى دروب الخير نلتقي!
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com