يبتكرون الأفكار للخروج من مآزق الطرق في الشوارع..،
ومآزق الحرج في المواقف..،
ومآزق الحيرة متعدِّدة الأوجه والألوان..
فيذهبون لهدفهم بكل الوسائل، السرعة في القيادة، التجاوز على الأرصفة، السقوط على المسارات المجاورة...
والحيلة الأخيرة تعليق المنبّه على أعلى درجات الصوت..!
يحدثون الفوضى، ويشيعون الربكة، ويعطِّلون المسارات، بل يخلطون بين حقهم وواجبهم...
وكذلك يفعلون حين يقعون في براثن الحرج عند مواجهة مواقف تتطلب الصدق فيكذبون، والحق فيظلمون، والإيضاح فيغمغمون، والشهادة فيكتمون... والعطاء فيحجمون..والخروج من المواقف ملطخين بالكذب، وموسومين بالغموض والبخل وعدم الإيثار، والمراوغة..
في كل موقف ليسوا نبلاء الطبع ولا راجي العقل، ولا وسيعي الصدر، ولا لماحي الفكر..، ولا متبعي نظام، أو متبعيه..
فهم مثيرون لأغبرة الشوارع وفوضى المسارات، وهم مثيرون لصخب الأصوات، أو غمة الانسحاب عن التفاعل الجميل..
عبءٌ هذه الفئات على مجتمعهم..، في الشارع..، وفي البيت، وفي المدرسة، وفي أمكنة التفاعل، مكان عمل، أو مقصد حاجة، أو مراجعة، أو تمثيلاً..!!
هؤلاء الناس هم السبب الرئيس في إفشال كل الحلول التي تنشأ: فلا يفيدهم توسيع شارع، ولا مد طريق، ولا فسحة وقت، ولا تشريع عقوبة، ولا سن نظام، ولا تفنيد قيم، ولا تعليم سلوك...، ولا ضرورة موقف، ولا عدالة تفاعل..
ويشكون، يتذمرون، يلومون لا يرضون، والعلة فيهم...!
الناس أنفسهم بحاجة إلى أن يضبطوا سلوكهم، ويعيدوا صياغة مسالكهم العملية، والفكرية، والتفاعلية... وباختصار الخُلقية..
فمنظومة الأخلاق في الإنسان هي أس النجاح، ومعقد كل أمره..
الإنسان ذاته من يقر هيئة كل مكان، وأي موقف يكون فيه هو ذاته..
المكان الذي تفوح فيه أزكى الأفعال عبقاً فعَّالا مؤثّراً، يحتفظ لمن حل فيه هذه الرائحة الزكية..
عكس من يمر فلا يكاد يعبر إلا قد شاعت عنه الغمة والكدر..!!
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855