|
بقلم - بيتر بريغمان:
عندما تأتي بمجموعة من كبار قادة الشركة إلى غرفة، في الأمر التزام هائل للموارد. ولكن، كم من مرّة تقوم هذه الاجتماعات على تسلسل عروض، يستمع المسؤولون التنفيذيون إليها بملل، أو يجيبون عن بريدهم الإلكتروني تحت الطاولة؟ وكم من مرّة يتناول الحديث شتّى الأمور، باستثناء المسائل الكبرى التي تتطلّب اهتمام الإدارة التنفيذية؟
ومع اجتماع هذا الكم من القدرات العقلية، من الضروري أن يتمحور اجتماع للمدراء التنفيذيين حول الحديث، والمسائل المثيرة للجدل، وحتّى الخلافات – بدلاً من التحديثات. ولا ينبغي أبداً أن يجلس القادة ويبدأوا بالقراءة معاً. بل عليهم أن يشاركوا، وأن يواجهوا المسائل الأهم التي يصعب إيجاد حلّ لها.
أولاً، من الضروري التخلّي عن عروض الشرائح، فما إن يعرض أحدهم شرائح على شاشة، حتّى ينتقل الانتباه الغرفة من التركيز إلى الأشخاص المحيطين إلى شخص واحد (في أفضل الأحوال) أو إلى هواتفهم الذكية (في أسوأ الأحوال)، علماً بأنّ أياً من الاثنين لا يجدي نفعاً. وثانياً، من الضروري أن يقرر فريق العمل طبيعة المواضيع التي سيسلّط عليها اهتمامه. وعندما أدير اجتماعات لكبار القادة، أتأكّد من أنّ التركيز سيتمحور حول أربعة مواضيع:
1. القرارات التي تُحدث فرقاً: لا تهدر طاقة بالكلام عن تقارير النفقات، عندما ينبغي الكلام عن عمليات الدمج والاستحواذ، أو عن خطّ أعمال جديد، أو عن إعادة تنظيم.
2. السهم الكبير: فكّر في شركتك على أنها سهم كبير يضم الكثير من الأسهم الصغيرة – من مشاريع، وشركات، وعملاء، واتفاقيات أعمال. ويشير السهم الكبير إلى ثقافة شركتك، ووجهتها الاستراتيجية، وأهم مهاراتها وقيمها الرئيسية. ويتولّى كبار القادة مسؤولية اتخاذ القرارات، والتصرّف بطرق تسمح بتحقيق إنجازات وتكييف توجّهات الجميع، لتتناسب مع الوجهة الاستراتيجية والثقافية في الشركة. وبهذه الطريقة، يتأكّدون من انطلاق جميع الأسهم إلى الوجهة عينها.
3. مستوى القيادة التالي: يقضي أحد أهم الأدوار المترتبة على معظم كبار القادة ببثّ روح الالتزام لدى القادة القادمين، ورعاية مهامهم القيادية وتلك المرتبطة باتخاذ القرارات، لتكون بالتالي طريقة معتمدة لنمو الشركة.
4. الأمور غير الخاضعة للنقاش: تحدّث عن الأمور التي لا يتناولها أحد – بدءاً بأداء أحد الأقسام، ومروراً بأسلوب قيادة الرئيس التنفيذي، وانعدام الثقة في أوساط فريق الإدارة العليا. وبغضّ النظر عن الموضوع، يمثّل الطابع المهمّ للمسألة وعدم مناقشتها بحدّ ذاته خير دليل على أنّ هذه الأخيرة تعرقل أداء الشركة.
ومن الضروري أن يكون لكلّ أمر تفعله كقائد تأثير. ويقضي عملك بالتفكير بالمسائل الكبرى. وإن كان الموضوع خارجاً عن نطاق العناصر الأربعة المذكورة أعلاه، ضعها على عاتق من هم أحدث عهداً في المؤسسة.
(*) يساعد بيتر بريغمان الرؤساء التنفيذيين وفرق القيادة لديهم على التطرّق لأهم أولوياتهم معاً.
ويحمل أحدث كتاب له عنوان «18 دقيقة: اعثر على محور تركيزك، وتغلّب على ما يشتّت الذهن، وقم بالأمور الصحيحة» 18 Minutes: Find Your Focus, Master Distraction, and Get the Right Things Done.