|
عواصم - وكالات:
رحبت سوريا أمس الأحد بالاتفاق الأميركي- الروسي حول تفكيك الأسلحة الكيميائية السورية الذي أبرم السبت في جنيف بين روسيا والولايات المتحدة، معتبرة أنه أتاح «تجنب الحرب»، في حين واصلت واشنطن التلويح بالضربة العسكرية في حال لم يلتزم النظام السوري تماما بكل تفاصيل الاتفاق.
كما رحبت الصين بالاتفاق الأحد، معتبرة أنه «سيخفف حدة التوتر»، في حين كررت المعارضة السورية التعبير عن استيائها من هذا الاتفاق، مطالبة بأن يشمل أيضا حظر استخدام القوات النظامية للنظام وصواريخه البالستية.
في القدس اعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأحد، أن التهديد بشن عمل عسكري أميركي في سوريا يبقى «فعليا».
وقال كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في القدس إن «التهديد بالقوة يبقى قائما، التهديد فعلي» مضيفا «نحن لا نثرثر حين يتعلق الأمر بمشاكل دولية (...) «لا تخطئوا، لم نستبعد أي خيار».
من جهته، أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الأحد أن الاتفاق بشأن إزالة الأسلحة الكيميائية في سوريا يمثل «مرحلة مهمة، لكنه ليس نقطة النهاية»، مشيرا إلى أنه يتعين توقع «إمكان فرض عقوبات» في حال عدم تطبيقه.
وقال هولاند في مقابلة مع شبكة «تي إف1» التلفزيونية إن قرارا للأمم المتحدة حول فرض رقابة على الترسانة الكيميائية السورية، وهو مبدأ توافقت عليه الولايات المتحدة وروسيا السبت، قد يتم التصويت عليه «بحلول نهاية الأسبوع» المقبل.
وأضاف «اعتبر أن (الاتفاق) مرحلة مهمة لكنه ليس نقطة النهاية».
وذكر هولاند أنه سيستقبل الاثنين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره البريطاني وليام هيغ في حضور وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، وتابع «سنبحث مضمون القرار المقبل لمجلس الأمن» المتعلق بالاتفاق الروسي الأميركي.
في الوقت نفسه، شدد هولاند على «وجوب بقاء الخيار العسكري، وإلا فلن يكون هناك إلزام»، داعيا أيضا إلى «توقع إمكان (فرض) عقوبات في حال عدم تطبيق الاتفاق».
من جهتها، طالبت المعارضة السورية التي عبرت عن استيائها بعد التوصل إلى الاتفاق، المجتمع الدولي بتوسيع حظر استخدام ترسانة الأسلحة الكيميائية التابعة لنظام الرئيس بشار الأسد وإتلافها، ليشمل منع استخدام القوة الجوية للنظام وصواريخه البالستية.
وقال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في بيان الأحد إنه «يصر (...) أنه على حظر استخدام الأسلحة الكيميائية التي أدت إلى خسائر في الأرواح بأكثر من 1400 مدني سوري، أن يمتد إلى حظر استخدام القوة الجوية والأسلحة البالستية ضد المراكز السكنية».
والاتفاق الذي أعلنه السبت وزيرا خارجية الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف في جنيف يحدد جداول زمنية حيث يعطي دمشق مهلة أسبوع لتقديم لائحة بأسلحتها الكيميائية على أن تتلف هذه الأسلحة بحلول نهاية الفصل الأول من العام 2014.
ونص الاتفاق على أنه في حال لم تفِ السلطات السورية بالتزاماتها فسيتم استصدار قرار من الأمم المتحدة يسمح باللجوء إلى القوة ضد النظام السوري، لكن الغموض يبقى يلف هذه النقطة.
ورحبت عواصم أوروبية عدة بالاتفاق الذي نال الأحد دعم الصين، حيث اعتبر وزير خارجيتها وانغ يي في بكين أثناء لقاء مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس أنه «يسمح بفتح أفق لتسوية أزمة سوريا بالسبل السلمية».
وقال وزير الخارجية الصيني «إن الصين ترحب بالاتفاق- الإطار الذي تم التوصل إليه بين الولايات المتحدة وروسيا»، مضيفا أن هذا الاتفاق «سيخفف التوتر في سوريا». من جهته، كرر فابيوس الذي وصل إلى بكين صباح الأحد القول إن الاتفاق الأميركي الروسي بشأن تفكيك الترسانة الكيميائية السورية يشكل «تقدما كبيرا» إلا أنه يبقى «خطوة أولى».
وسيجتمع فابيوس مع نظيريه الأميركي والبريطاني الاثنين في باريس لبحث بنود الاتفاق الروسي الأميركي، وكذلك شروط تنفيذه. كما من المقرر أن يقوم الوزير الفرنسي الثلاثاء بزيارة قصيرة إلى موسكو للقاء نظيره الروسي.
وسيصدر خبراء الأمم المتحدة الذين حققوا بشأن هجوم 21 آب- أغسطس الذي أوقع مئات القتلى تقريرهم الاثنين.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن هذا التقرير «سيخلص بشكل دامغ» إلى استخدام أسلحة كيميائية في سوريا. ميدانيا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن قذيفة هاون سقطت الأحد إمام مركز محافظة ريف دمشق في حي المرجة بدمشق، وأعقب ذلك قصف جوي شنه الطيران السوري على حي برزة في أطراف العاصمة.
في محافظة الحسكة (شمال شرق)، قضى انتحاريان في هجوم انتحاري أمام مقر وحدة من المقاتلين الأكراد في قرية هيمو.