تعجّبت وأنا أتأمّل في ضخامة حجم مجلّد رسالة دكتوراه وصلت إليّ، والغريب أنّ صاحبها تخرّج في جامعة من جامعات دول العالم الأول. وبعد استعراض بعضها شعرت بفداحة الخسارة التي ذهبت في الصّرف على إنجاز مثل هذه الرسالة ، بل وتساءلت أين كان المشرفون على هذا الرسالة من هذا الغثاء. ومع ذلك دعونا نتفاءل ببعض الفوائد التي قد تحققها هذه الرسالة، ومنها مثلاً: يمكن استخدامها كمخدة، ويمكن استخدامها كمثبت لحركة الباب، وقد تستخدم لتجلس عليها المرأة أثناء الغسيل. كما يمكن استخدام مجلّد هذه الرسالة كثقل يوضع على التمر أثناء كنزه، كما يمكن وضعها أمام أو خلف إطارات السيارة لمنع حركتها، وقد تستخدم للزينة على رفوف المكتبة ، خصوصاً وأنّ الكتابة على غلافها كانت مذهّبة، كما يمكن بيعها على شركة تدوير الورق. وأخيراً يمكن أن تصعد من فوقها ربة المنزل لتصل إلى أي شيء عالٍ.
أنا شخصياً لديّ انطباع مفاده أنّ تضخُّم حجم الرسالة العلمية (إنْ جاز وصفها بالعلمية)، قد يكون مؤشراً على ضعف وتهالك مضمونها الأكاديمي.. تذكّروا أنّ رسالة انشتاين للدكتوراه لم يزد عدد صفحاتها عن ثلاثين صفحة، ومع ذلك غيّرت مسار العلم والإنسانية.
أستاذ التربية بجامعة الملك سعود