** يتفق جميع الخبراء والنقاد والمديرين الفنيين وأعضاء فرق التحليل في عالم كرة القدم على أن مبدأ الثبات على التشكيل الأساسي لأي فريق هو أحد أهم العوامل المؤثرة لتحقيق النجاح والتتويج بالألقاب، وهو سر من أسرار خلق الانسجام والثقة بين أفراد المجموعة لتتطور وترتقي بصورة تنعكس داخل المستطيل الأخضر مما يتبعه نتائج إيجابية تجبر الجميع على احترام العمل الكبير الذي يقوم به المدير الفني (المسؤول الأول عن تحقيق الهدف المنشود).
** عودة المدرب «مورينهو» لنادي تشيلسي جاءت بأمر من الرئيس الروسي «إبراموفيتش» بعد أن كان قد أقاله عام 2008 بطريقة دراماتيكية خرجت على أثرها الجماهير الزرقاء لشوارع العاصمة (لندن) باللوحات واللافتات للمطالبة بالعدول عن قرار إقالة السبيشل ون (كما أطلق على نفسه آنذاك)، حيث كان عدم تحقيق لقب دوري الأبطال هو السبب الرئيس في إبعاد مورينهو الذي حظي وقتها بدعم مالي هائل من قِبل رئيس النادي.
** تعيين مورينهو مديراً فنياً للبلوز من جديد هو بمثابة الحلم الذي تحقق للمدرب المميز ومحبيه، إلا أن ما يعاب على «السبيشل ون» حتى الآن هو عدم ثباته على التشكيل الأساس للفريق الأول مما بث القلق والشك في نفوس العديد من النجوم الذين يشرف عليهم، ومنهم صانع الألعاب الإسباني خوان ماتا (أحد أبرز نجوم الدوري الإنجليزي) وكذلك السنغالي الدولي «ديمبا با» الذي كاد أن ينتقل في الفترة الأخيرة من السوق الكروية لعدم تأكده من حصوله على مكانته كمهاجم أساسي، ولم يخف أيضاً فيرناندو توريس قلقه من فقدان فرصته في اللعب كأساسي وبالتالي فقدان فرصة الانضمام لمنتخب بلاده (إسبانيا) والمشاركة في كأس العالم القادمة.
** القلق لم يقتصر على المجموعة المتواجدة داخل أروقة النادي اللندني، بل إنه طال الصفقات الجديدة التي أبرمها تشيلسي بمباركة المدرب مورينهو، حيث تحدث صانع الألعاب البرازيلي ويليان القادم الجديد في صفقة بلغت 36 مليون جنيه إسترليني عن عدم ضمانه لمكانته كلاعب أساسي وأنه سيقاتل للفوز بها وأعرب عن تخوفه من عدم كسب قناعة وثقة مدربه، وكذلك المهاجم الكاميروني الخبير صامويل أيتو الذي تحدث عن نفس الأمر وأن المنافسة على اللعب في التشكيل الأساسي تشكّل هاجساً كبيراً بالنسبة له.
** يعتقد مورينهو أن منافسة أكثر من لاعب (نجم) على مركز واحد في الفريق هو أمر إيجابي، ولا يُشكك أحد في صحة ذلك، لكن تلك المنافسة داخل المجموعة قد تكون سلاحاً ذا حدين في يد المدير الفني الذي قد ينجح في خلق مجموعة تنافسية تخدم بعضها البعض وتقدم النتائج الإيجابية المطلوبة بطريقة احترافية، أو قد يخفق وينشأ لديه مجموعة مشبعة بالقلق والشكوك وعدم الثقة مما ينعكس على أدائها بصورة فردية يخدم من خلالها كل فرد نفسه ليحصل على مكانته كلاعب أساسي دون النظر لمصلحة المجموعة وهو ما قد ينتج عنه سوء في الانسجام والتفاهم وبالتالي نتائج سلبية لا ترضي الطموحات.
** مورينهو الذي اعتمد على القائد «جون تري» في قيادة خط الدفاع وبجواره المدافع الإنجليزي الدولي الصلب «كاهيل» منذ انطلاق الموسم الجديد قام وبشكل مفاجئ بتغيير ذلك الأمر عندما واجه بايرن ميونخ الألماني في نهائي كأس السوبر الأوروبي، حيث اعتمد على المدافع البرازيلي المميز ديفيد لويز ليقف بجوار كاهيل مع الاحتفاظ بجون تيري في مقاعد البدلاء ومن ثم الزج به، مما قهقر وخلخل تماسك وانسجام خط الدفاع بصورة جعلت الفريق يقبل هدفاً في الدقائق الأخيرة من النهائي ليخسر اللقاء بركلات الجزاء.
** العديد من وسائل الإعلام الإنجليزية تناولت موضوع عدم ثبات مورينهو على التشكيل الأساسي، وقدرة ومهارة المدير الفني على تطبيق مبدأ الثبات على التشكيل الأساسي ومن ثم القيام بتطبيق مبدأ المداورة بين لاعبي الفريق لتخطي عامل ضغط المباريات مما يخلف الإرهاق والإصابات للاعبين.. إلا أن اللاعب يجب أن يعلم مكانته في الفريق ومدى ثقة مدربه بإمكانياته كما فعل المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي (مدرب ريال مدريد) حينما اختار دي ماريا على حساب مسعود أوزيل لينتقل الأخير للأرسنال بحثاً عن فرصة اللعب كأساسي، وهو ما وجده في أحضان المدرب الخبير أرسين فينجر.