يقول الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم- الذي لا ينطق عن الهوى (الخير فيَّ وفي أمتي إلى يوم القيامة)؛ حيث يظهر الخير وينجلي بالصادقين من الأمة المحمدية بمواقفهم الرائدة، ولقد ذكرت في مقال سابق بأن موقف خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - رد كيد الحاقدين للأمة في نحورهم، فقد كشفت جريدة الأهرام المصرية بعددها ذي الرقم (46285) في 27-8-2013م بالصفحة الأولى المؤامرة الدنيئة التي دبرت في الظلام للاستيلاء على محافظة المنيا بصعيد مصر وتشكيل حكومة انفصالية تمهيداً لاعتراف أمريكا بها، فقد كانت هذه المؤامرة معدة سلفاً لتقسيم المنطقة فيما سمي بالشرق الأوسط الجديد. لكن خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - أدرك بثاقب بصيرته وبعد نظره أبعاد تلك المؤامرة الدنيئة فقام بإحباطها، حيث هب الشعب المصري بأسره بدعم ومؤازرة من الجيش المصري الوطني المخلص لإفشال تلك المؤامرة التي دبرت في الخفاء.

يا خادم الحرمين الشريفين، لقد قلت وفعلت؛ فأنت بحق من خيار هذه الأمة الذي تصدى بكل قوة وعزيمة للحفاظ على تماسكها. وأنتم كذلك من خيارها لأنكم صاحب الأيادي البيضاء التي تظهر في كل وقت وحين لتقدم يد العون والمساعدة لكل محتاج، وتظهر وقت الشدائد والمحن لتتصدى بكل حزم وعزم لكل من يحاول إلحاق الضرر بها والعبث بمقدراتها.

ومهما ذكرنا من عبارات الشكر والثناء، أو معاني العرفان والوفاء فلن نوفيكم حقكم، أو نقدركم حق قدركم ومكانتكم في قلوبنا.

ولقد طالعتنا صحيفة الأهرام المصرية بالعدد ذي الرقم (46286) بتاريخ 28-8-2013م بخبر إطلاق اسمكم الكريم على أكبر ميادين مدينة الأقصر السياحية، وهذا أقل تقدير وأبسط تعبير عن حب الشعب المصري لكم لكنها فكرة رمزية رائدة تقديراً لشخصكم الكريم؛ نظراً لأن مدينة الأقصر يوجد بها ما يقرب من 50% من آثار العالم الحضارية، ويزورها سنوياً الملايين من جميع أنحاء العالم الذين سيشاهدون ذلك، وأيضاً فإن تسمية أكبر ميادينها باسمكم الكريم له أبعاده السياسية الكبرى نظراً لأن كل زائر من جميع دول العالم سوف تكون معه خريطة بأسماء الشوارع والميادين في هذه المدينة، وسوف يطلع على اسمكم الكريم وتعرف الأجيال القادمة - بإذن الله - أن بإطلاق اسمكم على هذا الميدان إنما جاء نتيجة لمواقفكم الشجاعة والنبيلة والرائدة تجاه هذه الأمة؛ فمن المعلوم أن تسمية الميادين المشهورة في دول العالم بأسماء الرواد والزعماء الذين قدموا خدمات جليلة تظل خالدة في قلوب وعقول من يزورنها على مر التاريخ.

بارك الله فيكم وحفظكم من كل سوء ومكروه، وجعل ذلك في موازين حسناتكم، وجعلكم دائماً سنداً وعوناً للمسلمين في كل مكان في العالم.. آمين.