مساء الاثنين الماضي، عشت تجربة تواصل مهمة. فبعد أن نشرت مقالي اليومي، على حسابي في تويتر، وكان بعنوان «أبشر بالأخطاء»، غرّد الزميل عبد العزيز الذكير، الكاتب بجريدة الرياض، منتقداً عدم فعالية البصمة في خدمة أبشر، وكذلك فعل عددٌ من المتابعين لحسابي، الذين انتقدوا أوجهاً أخرى من هذه الخدمة الجديدة.

الأمر حتى الآن شيء عادي، ويتكرر كل مساء. الشيء غير العادي، أن العقيد خالد الصيخان، مدير تقنية المعلومات بالمديرية العامة للجوازات، دخل على الخط وقام بالرد على الزميل الذكير، ومن ثم صارت كل الانتقادات تصل إليه، وهو يرد عليها. صحيح أنه تحدث عن الإيجابيات، ولم يفصّل لنا السلبيات، كما طلبت منه، لكن الحالة بشكل عام، كانت حالة جميلة، تمكّنا فيها من الحوار مع المسؤول عن الخدمة، دون حواجز ودون ناطق رسمي أو علاقات عامة.

إن مثل هذه الحالة، هي أرقى حتى من حالة البرامج الحوارية المباشرة، التي يسقط معظمها في شرك المنافع الشخصية. إنها حالة تواصل حقيقية، نود من كل مسؤول أن يدخل غمارها، إن كان كفؤاً للحوار الشفاف. أما إذا كان سيلف ويدور، ويتحفنا بعبارات مثل: «التوجيهات، والإجراءات، والبند لا يسمح، وهذه من صلاحيات وزارة المالية»، فليجلس في بيته أحسن لنا وله، والله يخلي الناطق الرسمي!!