مصطلح «الأم الأجنبية» يبدو صادماً عندما تسمع به لأول مرة. فالصفة لا تبدو ذات دلالة للموصوف إذ كيف تكون الأم «أجنبية»!؟ لكن حياة البشر تغيرت كثيراً مع مولد ما يسمى بـ «الدولة الوطنية» فصارت هناك حدود تفصل بين الدول وصار لكل دولة «رعايا» يتأكد انتماؤهم الرسمي من خلال أوراق ووثائق رسمية تصدرها تلك الدول.
من هنا، جاءت بعض الصفات والمسميات الصادمة مثل «الأم الأجنبية» التي تطلق على المرأة التي تزوجت من مواطن وأصبحت أماً لمواطنين لكنها مع ذلك تظل «أجنبية» لأنها تحمل جواز سفر أجنبيا.
بعض «الأمهات الأجنبيات» يعشن حياة سعيدة ولا يعنيهن أن يكًنَّ»أجنبيات» أو «مواطنات» لأن ظروفهن جيدة ولا يواجهن مشاكل. ولكن ماذا عن الأم «الأجنبية» المحتاجة؟ ماذا عن الأم «الأجنبية» المخدوعة التي وقعت في حبائل مواطن لم يستشعر المسؤولية فأهملها وأولادها «المواطنين» بعد أن أغراها بمعسول الوعود فتزوجته ولم تجد بعد ذلك سوى السراب!؟
للأسف توجد حالات كثيرة من هذا النوع. وتوجد حالات لـ «أمهات أجنبيات» لازلن يعشن مع أولادهن المواطنين خارج البلاد في الوطن الأصلي للأم. مثل تلك الأمهات لا يستطعن الحضور إلى المملكة مع أولادهن إلا بعد الحصول على «كفيل» ثم يصطدمن بالكثير من التعقيدات مثل الحصول على أبسط الخدمات الطبية!
أعتقد أنها كانت لحظة إنسانية وحضارية تُسجل بكل السعادة والحبور عندما أصدر مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة قراره الذي نص على أن تمنح أم الأولاد السعوديين غير السعودية إقامة دائمة في المملكة دون كفيل، وأن تتحمل الدولة رسوم إقامتها ويسمح لها بالعمل لدى الغير في القطاع الخاص وتحسب ضمن نسبة السعودة، وكذلك أن تعامل معاملة السعوديين من حيث الدراسة في التعليم العام والجامعات والعلاج في المستشفيات الحكومية.
هذا القرار الحضاري الإنساني جاء ليصحح أوضاعاً صعبة كانت تعاني منها الأمهات «الأجنبيات». والمأمول هو أن تحمل الأيام القادمة مزيداً من مزايا التعامل الكريم مع هذه الأمهات، خاصة أن الغالبية العظمى هن من الدول العربية والإسلامية.
alhumaidak@gmail.comص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض **** alawajh@ تويتر