المشهد الدموي المفرط في الوحشية والقسوة، وسياسة المحرقة التي ينفذها النظام السوري في بلد التاريخ والعلم والحضارة سوريا، حصدت حتى اللحظة الآلاف المؤلفة من الأرواح البريئة بين شهيد وجريح وكسيح، جريمة حرب كبرى وعملية إبادة منظمة ومفتوحة ينفذها هذا النظام الدموي القمعي،
حجم الكارثة الحاصلة كبير ومهول بواقع العربدة المنفلتة، والصمت المدان وغير المبرر من جانب المجتمع الدولي، والخور والهوان والتقاعس المزمن عن تحريك ساكن تجاهها، ذاك الذي يفهمه أركان النظام السوري موافقة ضمنية، وضوءاً أخضر للإيغال في حرب التصفية والتدمير للبشر والزرع والحجر، النظام الدولي ما انفك يساوي بظلم وتجنٍ ما بين الجلاد والضحية، ويجرم الأخيرة العزلاء في مواجهة آلة الحرب السيئة المتوحشة، إن متطلبات المرحلة السورية المصيرية تتطلب وبإلحاح، موقفاً أخلاقياً وتاريخياً عالمياً موحداً وحازماً يتحسس نبض الإنسان السوري المظلوم، ويترجمه فعلاً ضاغطاً يقلب المعادلة ويوقف حمام الدم ويلجم حماقات النظام وجنونه، وفي كل الأحوال لا ينبغي ترك مافيات الإرهاب الإيرانية وحزب الله تفر بجريمتها اللاأخلاقية، وتفلت من العقاب الذي يجب أن يضع النظام السوري ومافياته ومعاونيه ومسانديه بمجملهم، في خانة الملاحقة والمرتكب لجرائم الحرب الأكثر دموية وقبح وبشاعة، وتهديداً لأمن وسلام ومستقبل البشرية، تسعة وعشرون شهراً ونيف والنظام السوري يذبح الشعب السوري بهمجية حادة من الوريد إلى الوريد، ينشر الدمار في كل مكان، وتحصد آلة حربه آلاف الشهداء والجرحى، تسعة وعشرون شهراً ونيف وفصول الحرب تتلون وتتعدد وخيارات العدوان بأولوياته تتقدم وتتأخر حسب الروزنامة، أو وفق أمر عمليات تنسجه الأصابع الخبيثة، وتلوح به أذرع القتل وتتعدد فيه الأكاذيب من بشار إلى أصغر جندي في النظام السوري الأحمق، حرب النظام السوري البغيضة على شعبه هي الأعنف عالمياً، إن كان لجهة الدموية التي يقترفها بحق الشعب السوري الأضعف، أو لجهة التدمير الذي سوى العدد الأكبر من الأحياء السكنية والقرى بالأرض، لكن الشعب السوري وحده يرفض كل ركلات الموت، والنعوش المترفة الغالية، ويرفض الصراخ، لأن الصراخ لا يحرك ساكناً لدى القابعين في الزوايا الهادئة البعيدة، إن خصوصية المقاومة الوطنية السورية تفرض حضورها وهيبتها وتضبط إيقاع المشهد الذي لا يسمح لأكاذيب النظام بأن تستمر، ولا لصراخه وعويله وفحيحه بأن تجدي، ولا لعدوانه بأن يمرّ مرور الكرام، وعواقبه الكارثية يدركها القاصي والداني، وستوقف هذه المقاومة العظيمة هستيريا الدم، وسعار الذبح القائم على أشده وستدفعه خارج منظومة العيش والحياة، هذا ليس حلم يقظة، لكنه حقيقة سوف تظهر وتنجلي بسرعة البرق أو أدنى.
ramadanalanezi@hotmail.comramadanjready @