مما تغيَّر في بدايات العام الدراسي لهذا العام هو أن البداية كانت يوم الأحد فقط، وإلا فإن الأمور كما هي، صورة مكررة لكل عام دراسي غير رتيب، وعلى مستوى البنين والبنات إلا ما شاء الله. وهذه الأحوال من أولياء الأمور ومن الطلاب والطالبات ومن المدرسين والمدرسات ومن إدارات التربية والتعليم ومن الوزارات أنفسها، فالتهيئة غير مناسبة بدءاً بنظافة المدرسة ومرافقها التي يعلو معظمها الغبار، وانعدام النظافة حتى أصبح موسم بدء الدراسة موسماً معتاداً لأمراض حساسية الصدر والأنوف والرشح نتيجة لتلقي الطلاب والطالبات كميات الغبار المتراكمة في فصل الصيف، ويمتد القصور في الاستعداد إلى نواح أخرى لم تتحقق على الرغم من مطالبات مدير المدرسة كالكراسي والطاولات والكتب المدرسية، فالنقص في الكراسي والطاولات قد يحول دون قبول طلبة في المدرسة بحجة عدم الاستيعاب، والكتب الدراسية البعض منها لا يزال في المطابع، وقد تمر الأسابيع حتى تصل بعض المقررات، وثالثة الأثافي الصيانة في المدارس، فإنه لم يتم الاستفادة من الإجازة في إصلاح الأعطال من مكيفات أو دورات مياه لتبقى على حالها حتى يقيض الله «قطة» من المدرسين أو «تبرعاً» سخياً من أحد أولياء الأمور، فيقوم بتجهيز الفصل الدراسي لابنه أو للمدرسة، وهذه كلها تصب في قضية التجهيزات!.
ولكي لا أكون متحاملاً على المدارس والقائمين عليها فلابد من الإشادة قبل الاسترسال في استكمال الملحوظات ببرنامج جيد، طبقته الوزارة منذ عدة سنوات، ألا وهو البرنامج الخاص بالأسبوع الأول لقبول الطلبة المستجدين في المرحلة الابتدائية، هذا البرنامج أسهم في ترغيب الطلاب الصغار في المدارس، وأزال الوحشة السابقة التي لقيها الأوائل من الدارسين و»العين الحمراء» التي كانت تقابل الطلاب في اليوم الأول، و»الوجه العبوس» هذه بادرة لقيت القبول والتقدير من الطلاب ومن أولياء أمورهم.
وعوداً على قضية الاستعداد للعام الدراسي أشير إلى قضية ترسخت حتى في أذهان الطلاب مع بداية الدراسة، ألا وهي عدم الجدية والاستعداد من قبل المدرسة بحجة أن الجدول الدراسي لم يتم توزيعه على الطلاب؛ لأن مدير المدرسة مازال في محاولة إقناع لبعض المدرسين، ونذكر البعض من أن نصابه أو جدوله غير مناسب مما كرس في نفوس الطلاب أن الأيام الأولى امتداد للإجازة، ومثل ذلك يقال عن الأيام الأخيرة التي تسبق الامتحانات الفصلية، فنحن نعرف جميعاً أن المدرسين تسبق عودتهم للمدرسة للطلاب بما لا يقل عن أسبوع، ولكن المدرسين أنفسهم والمدرسات يفاجؤون بأن المدرسة لم يتم عليها أي شيء، وكما تركوها في الإجازة عدا الغبار والأتربة التي تعلو مرافق المدرسة لتبقى كما هي، وحتى موعد بدء الدراسة، ولربما أسهم الطلبة والطالبات في حملة النظافة السنوية سواء في فصولهم أو حتى في غرفة المختبر وغرفة الرياضة وغرفة التربية الفنية. ولذا قد يعمد بعض أولياء الأمور في إبقاء أبنائهم في اليومين الأولين من العام الدراسي، لئلا يساهموا في حملة النظافة أو حفاظاً على صحتهم من تعرضهم للغبار والأتربة، يضاف إلى ذلك ما ترسخ في أذهان الطلاب بعدم الجدية في مقدمات العام الدراسي في كل عام.
هذا هو حال المدارس في بداية كل عام دراسي، فلا جدية لدينا وحتى مع المدارس الحديثة والمجهزة بتكييف مركزي صار حالها أسوأ من غيرها، وهذا ما حدث في مدرسة ابتدائية استقبلت الطالبات والمعلمات، والمكيف المركزي فيه عطل، مما جعل المدرسة ولمدة خمس ساعات مع موسم الصيف والحر، وكأنهم في «فرن» وهذه الحالة وغيرها من الحالات وبكل تأكيد ليست بأعجب من القرار المفاجئ في ختام العام الدراسي حينما ألزمت الوزارة المدارس بإجراء اختبارات التقويم المفاجأة للمعلمين والمعلمات قبل الطلاب وقبل نهاية العام الدراسي بأسبوعين وبدون مقدمات. وكل عام وأنتم بخير.
alomari1420@yahoo.com