|
الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
أكد فضيلة الدكتور محمد بن إبراهيم الرومي الأستاذ في كلية التربية بجامعة الملك سعود أن الثقة بالله تعالى، والاعتماد عليه في جلب المنافع ودفع المضار، وحصول الأرزاق وحصول النصر على الأعداء، وشفاء المرضى وغير ذلك من أهم المهمات وأوجب الواجبات، ومن صفات المؤمنين، ومن شروط الإيمان، ومن أسباب قوة القلب ونشاطه، وطمأنينة النفس وسكينتها وراحتها، ومن أسباب الرزق، والثقة بالله وبكفايته لعبده، هو من أهم عناصر عقيدة المسلم الصحيحة في الله تعالى.
جاء ذلك في مقدمة كتاب جديد للدكتور محمد بن إبراهيم الرومي حمل عنوان: (ثقة المسلم بالله تعالى في ضوء الكتاب والسنة)، وبلغ عدد صفحاته (145) من الحجم المتوسط، وقال: إن هذه الثقة بالله تعالى التي يتمثلها المسلم في حياته في علاقته بربه سبحانه وتعالى، لا يفهم منها أنها مجرد كلمة تلوكها الألسن، ولا تعيها القلوب، وتتحرك بها الشفاه، ولا تفهمها العقول، أو تترواها الأفكار، أو هو نبذ الأسباب، وترك العمل، والقنوع والرضا بالهون والدون تحت شعار الثقة بالله تعالى، والرضا بما تجري به الأقدار، بل إن المسلم يفهم الثقة بالله بأنها جزء من إيمانه وعقيدته، وأنها طاعة لله بإحضار كل الأسباب المطلوبة لأي عمل من الأعمال التي يريد مزاولتها والدخول فيها، فلا يطمع في ثمرة من دون أن يقدم أسبابها، ولا يرجو نتيجة ما من دون أن يضع مقدمتها. غير أن موضوع إثمار تلك الأسباب، وإنتاج تلك المقدمات يفوضه إلى الله سبحانه وتعالى، إذ هو القادر عليه من دون سواه. وثقة المسلم بالله تعالى تشمل كل جوانب حياته، وكل صغيرة وكبيرة يجعل المسلم ثقته بالله تعالى أمام عينيه.
وغطى فضيلته من خلال صفحات الكتاب الجوانب المختلفة لثقة المسلم بالله تعالى، إذ حوت ستة مباحث وخاتمة: المبحث الأول: ثقة المسلم بالله تعالى في استجابة الدعاء. والمبحث الثاني: ثقة المسلم بالله تعالى في تفريج الكربات. والمبحث الثالث: ثقة المسلم بالله تعالى في التكفل بالرزق. والمبحث الرابع: ثقة المسلم بالله تعالى في الدعوة إلى الله. والمبحث الخامس: ثقة المسلم بالله تعالى في النصر على الأعداء. والمبحث السادس: ثقة المسلم بالله تعالى في إنفاذ وعده سبحانه. مستدلاً ومعتمداً في كل مبحث على نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، وأقوال العلماء وشروحهم، وما أثر عن السلف الصالح رحمهم الله تعالى.
واختتم الدكتور محمد الرومي صفحات الكتاب بالتأكيد على أهمية الثقة بالله تعالى في حياة المسلم، وكيف أنها تمثل ركناً مهماً في حياته، وتعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة، وثقة المسلم بالله تعالى في استجابة الدعاء، وكيف أن الله عز وجل وعد باستجابة دعاء من يدعوه، وتم عرض نماذج لإجابة الله عز وجل دعاء من دعاء، وكذلك توضيح ثقة المسلم بالله تعالى في تفريج الكربات، وأنه ـ جل وعلا ـ المقصود وحده في الحوائج، ويكشف الكرب عن المكروبين، ويلبي حاجة المضطرين، وكذلك ثقة المسلم بالله تعالى في التكفل بالرزق، فلا يرتجي المسلم من أحد نفعاً ولا ضراً، وإنما تعلقه بالله تعالى، وعلى العبد أن يأخذ بالأسباب، ويحسن التوكل على الله، وأيضاً التأكيد على وجوب ثقة المسلم بالله تعالى في الدعوة إلى الله، وكيف أن ذلك من أهم صفات الداعية التي ينبغي أن يتحلى بها، مما يولد عنده الشجاعة والجرأة في الحق، والاجتهاد في نشر الدعوة، وتبليغ رسالة الإسلام. وكذلك ثقة المسلم بالله تعالى في النصر على الأعداء، وكيف أيد الله تعالى أنبياءه ومن وثق فيه بالنصر المبين.