شيخ شمل قبائل شهران في ذاكرة التاريخ

كتبه ابنه

عبدالعزيز بن سعيد ابن مشيط

ملحق به رسالة عن شهران ونسبها

كتبها

أبوعبدالرحمن ابن عقيل الظاهري

قراءة: حنان بنت عبدالعزيز آل سيف

- بنت الأعشى -

الشيخ سعيد بن عبدالعزيز ابن مشيط من رجالات الزمن المعدودين، وهو شيخ قبائل شهران العريضة، وهو من أعيانها النادرين، وأفذاذها البارزين، وكان له في قيادته لقبائل شهران صولات وجولات، فهو تاريخ حي ناهض نابض بالمجد والسؤدد والشرف والمنعة والعزة، وصفه ابنه الشيخ عبدالعزيز بن سعيد ابن مشيط في كتابه الذي أسلفته لك قبل قليل وصفاً حياً جميلاً فقال: (كان الوالد.... طوالاً، ومنه هيبة ووسامة وله وجه وضيء، وعينان نافذتان، ولحياة طويلة مهذبة، تظهر عليه ملامح الساميين بوضوح كبير، وعرف بمظهره المتميز، وحسن هندامه، فكان لا يرى إلا بهيئة خاصة تبعث على هيبته واحترامه، فكان يلبس عقالاً متعصباً جميل المنظر، وغترة من الصوف، بيضاء من زبد الرخال، متمنطقاً بالخنجر المطعم بالذهب، ويرتدي البشت من الوبر، وحوله الموالي والخدم، وكان إذا مشى بين الناس ظهر بينهم فارعاً)، ومن رائق وجميل ما قيل فيه:

آل المشيط فأنتم قادة نجب

أبوكم قبل شهم كان يُحترم

يجيؤه الناس من شام ومن يمن

وقت الشدائد والفوضى ليحتكموا

فيرجع الكل بعد الغيظ قد صلحوا

وكل وجه عليه البشر يرتسمُ

وعن هيكل الكتاب الهندسي، يقول المؤلف - رعاه الله - ما نصه: (رأيت أن يكون هذا العمل مكوناً من مقدمة ومدخل وستة فصول، إضافة إلى ملاحق والفهارس الفنية، ففي المدخل تناولت نسب الشيخ سعيد وأسرة آل مشيط وصلتها بشهران، ومكانة شهران في التاريخ بشكل موجز، وفي الفصل الأول تناولت شخصيته الوالد الشيخ سعيد بن عبدالعزيز ابن مشيط، ونشأته في رحلة حياة مليئة بالعطاء والخير، وخصصت الفصل الثاني للكلام عن العلاقة بين الوالد الشيخ سعيد ابن مشيط رحمه الله والملك عبدالعزيز المؤسس الباني - طيب الله ثراه - والكلام عن العلاقة بين الملوك والأمراء من أبناء الملك عبدالعزيز والوالد سعيد ابن مشيط مقدماً لذلك بصلة آل مشيط بالدولة السعودية قبل الملك المؤسس رحمه الله، وأما الفصل الثالث فخصصته للكلام عن علاقة الوالد سعيد شيخ شمل قبائل شهران العريضة بهذه القبائل وغيرها من قبائل المنطقة مقدما لذلك بالكلام عن قبيلة شهران وصلة آل مشيط بها.

وجاء الفصل الرابع للكلام عن الوالد من خلال معاصريه والشعراء، وخصصت الفصل الخامس للكلام عن أبناء الوالد الشيخ سعيد، مبينا كيف صار الخلف على نهج السلف ولله الحمد، وخصصت الفصل الأخير للحديث عن بعض ما أكرمني الله تعالى به من تولي مسؤولية إمارة خميس مشيط، وما وفقني الله إليه من الإسهام في نهضة منطقة عسير بوجه عام، ومحافظة خميس مشيط على وجه الخصوص) هذا وقد كان الملك عبدالعزيز عليه شآبيب العفو والغفران يقدر الأمير الشيخ سعيد بن عبدالعزيز ابن مشيط تقديراً كبيراً، ويحتفى به حفاوة صادقة، ويثق فيه كثيراً، ويؤكد هذا تلك الخطابات التي كان يرسلها الملك له، ويؤكده قول الملك في مجلسه عنه على مرأى ومسمع من مشايخ نجد وغيرهم، «هذا الأخ المخلص شيخ شهران العريضة وقف معنا منذ البداية، وهو نعم الأخ والصديق المخلص، ويقول المؤلف عن العلاقة الوطيدة بين والده والملك عبدالعزيز -رحمهما الله-: (استمر التواصل مع الوالد منذ دخلت عسير تحت قيادة آل سعود من جديد، وتبادل الوالد والملك الرسائل المختلفة التي تؤكد بوضوح مدى تقدير الملك عبدالعزيز لجهود الوالد رحمهما الله، وهكذا استمر الاحترام والتقدير مع أبناء الملك عبدالعزيز: الملك سعود والملك فيصل، الملك خالد والملك فهد، وملك الإنسانية وجه الخير خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز).

والكتاب يقع في (662) ورقة من القطع الكير، وفيه محطات هامة وهي علامات نافذة في سيرة الشيخ الأمير سعيد ابن مشيط، ومن أهم هذه المحطات التي يتحتم علينا الوقوف عندها، والإشارة إليها هي وصف قصر «ذهبان» من قبل الباحث الرحالة «فيلبي» في كتابه: «مرتفعات الجزيرة العربية» فيقول: (كانت الغرف التي رأيتها - بما فيها غرفة الاستقبال - مزخرفة بإحكام بالطراز العسيري للفن، وكانت الحديقة أيضاً أكبر من الحديقة التي تحيط بمنزل عبدالوهاب (يعني الشيخ عبدالوهاب أبوملحة -رحمه الله)، وقد أمضيت قيلولة جميلة بعد الغداء في أحياء الأشجار الكثيفة في البستان، قدموا لي بعدها طبقاً من البرشومي «التين الشوكي» وكانت أوائل الموسم... ويضم القصر عدداً من الغرف، من أهمها غرفتان للاستقبال كبيرتان، وفي كل غرفة شبابيك للتهوية، وتفرش بالسجاد الفاخر، وجميع الحجرات مطلية بألوان متميزة مثل اللون الأخضر الفاتح، وهو من الألوان المريحة للعين، وهو لون يذكر بالزراعة، وأما اللون الآخر فهو الأزرق الفاتح، وهو أيضاً من الألوان المريحة للعين، فهو يشبه لون السماء) والكتاب شارك فيه الشيخ أبوعبدالرحمن ابن عقيل الظاهري - حفظه الله - حيث كتب رسالة عن قبيلة شهران ونسبها وهي ملحقة بآخر الكتاب.

وأخيراً:

فالكتاب يقدم نفسه، وقد طرق المؤلف ترجمة حياة والده من الألف إلى الياء، وحظي الكتاب بصورة ملونة زاهية نضرة للشيخ سعيد ابن عبدالعزيز ابن مشيط - رحمه الله - في مراحل عمره المختلفة، كما يضم صوراً أخرى هامة، مثل صورة قصر «ذهبان» وصورة قصور آل مشيط في نعمان، ويدعم الكتاب ويرفده تلك الوثائق الهامة التي استعرضها المؤلف في كتابه، وللشعر نصيب معلى، سواء أكان عربياً فصيحاً أم عامياً ويحلى الكتاب، تلك الحواشي المخملية والحرارية التي أضفت جانب التوثيق والتوضيح والفائدة على الكتاب، كما دعم الكتاب بفهارس تفصيلية لخدمة الباحث والقارئ، رحم الله من مضى، وحفظ من بقي، ولكل زمان دولة ورجال.

عنوان التواصل:

hanan.alsaif@hotmail.com