من إصدارات نادي المنطقة الشرقية كتاب بعنوان (العذاب الذي لا يموت) للقاص خليل الفزيع يقول فيه:
قال له رئيس التحرير يوماً:
إن كنت سعيداً ستكتب جيداً.. وإن كنت تعيساً فلن تملك الرغبة في الكتابة.. وإن كتبت وأنت تعيش ستكون كالسباح المبتدئ بعد أن يفقد طوق النجاة.. ستغرق في بحر الأفكار المجنونة.. ستخذلك لغتك بعد أن تفقد السيطرة عليها.. لأنك فقدت السيطرة على نفسك.. سعادتك هي طوق نجاتك..
تذكر ذلك وخاطب نفسه متسائلاً:
(ما معنى أن أكون سعيداً؟ ما مقومات هذه السعادة؟ هل الوحدة هي مبعث القلق؟ ولِمَ الخوف من القلق وهو الذي يعطي الحياة معنى التفاعل مع دائرة الذات ومحيط العالم؟).
أن يتوقف عن الكتابة يعني أن يتوقف عن الحياة بمعناها الخاص الذي يرتبط في ذهنه بمجموعة من العوامل والأسس ليس من بينها أية نظرية رياضية تحدد موقفه في إطار المعادلات المحسومة..
إنه يرى أن العجز الكتابي حالة تتلبسه أحياناً دون مقدمات، فهو يكتب في حالات السعادة والتعاسة، وفي حالات مشابهة تدير له الكتابة ظهرها فلا يجرؤ على محاولة السيطرة عليها.