لا يغيب عن ذاكرة الجميع أن للعيون في كل علم - ما - جانباً منفصلاً، ومن المواقف الطريفة التي لا تغيب عن ذاكرتي موقف في المرحلة الدراسية المتوسطة لأحد زملائي الذي أخشى أن يغضب منِّي لو أشرت لاسمه فقد «كذب» كذبة بيضاء، وحاول أن (يمررها على الأستاذ اللي ما ينلعب عليه) وما تغيب عن فطنته (حركات الطلاب ولفّهم ودورانهم) فما كان من الأستاذ إلاَّ أن نظر إلى زميلي وابتسم ابتسامة ساخرة وقال (من شاف عيونك ما برّاك)، وبالتالي كانت نظرة زميلنا دليل (الإدانة لا البراءة من فعلته)، لذا فإن نظرة العيون لا يُنظر لمعناها الرومانسي والعاطفي فقط بأسلوب نمطي حالم يردد مع الشاعر بيته الشهير :
(إِنَّ العُيونَ الَّتي في طَرفِها حَوَرٌ
قَتَلنَنا ثُمَّ لَم يُحيينَ قَتلانا)
بل قد (تُورِّط نظرة العيون أصحابها كما تعلّمت من الدرس المبكر في حياتي بين المدرس والتلميذ في المثال آنف الذكر.
ومن أجمل ما قيل في العيون في الشعر الشعبي على سبيل المثال لا الحصر قول الشاعر الأمير خالد الفيصل:
الله أكبر يا عيونٍ ناظرنّي
فاتناتٍ ناعساتٍ ساحراتي
وقول الشاعر أحمد الناصر الشايع:
الصاحب اللي سِحر هاروت بعيونه
ودِّي بشوفه ولكن ما تهيّالي
وقول الشاعر عبدالله السياري:
في عينه اليمنى ميادين وأسواق
وفي عينه اليسرى براكين وبروق
وقول الشاعر ماجد الشاوي:
لو تكرّمت عد يا زين ما قلت كله
أشغلتني عن متابع حديثك عيونك
وقفة :
للشاعر الكبير عبدالله بن عون:
أغضت بنجلٍ صابت القلب بسهوم
مال المولَّع من سهمهن سلامه
بغيت أناديها وإلى فوقها حوم
وذلّيت من بعض اللغا والشتامه
تردعني الشيمه عن الشّوم واللوم
وأخاف من شيءٍ يمسّ الكرامه
وأنا على الهسّات مانيب ملزوم
والسلم الأول ما أقدر أخلف نظامه
أقفيت قلبي بين الأضلاع مجزوم
جزم العسيب اللي تقارب صرامه
abdulaziz-s-almoteb@hotmail.com