ما الذي يُفشل المنجزات حين ينبغي لها أن تنجح..؟
قاعدة الجسد الواحد تتضافر فيه جميع أعضائه سليمة للغاية، لأنها ليست آتية من فراغ، ولا من مصدر مجهول..
باتباعها تنجح المنجزات وإن كانت إعداد «طبخة» سريعة لحظة نهم وجوع..
لكنها تتطلب إيثاراً، وبذلاً، ونكراناً للذات، ومشاركة بالقدرات والمقدرات، بل بالمشاعر وتجاهل الذاتية والفردية والاستقلالية..
فمن يسأل لماذا تأخر الجار عن رفع قواعد بيته..؟ ومن يسأل لماذا فشلت خطط في مؤسسات عند تنفيذها..؟ وسائل عن إغلاق مشروع، وتدني مستوى مؤتمر، وفشل لجنة، وتردي منتج، ونقض أبنية مادية أو نفسية، وشيوع تكتلات، ونشأة تناحر بين قليل أو كثير.. وارتفاع أصوات احتجاج، أو سريان نار غيبة وبهتان،..؟ وتذمر، بل تسري الكراهية، وشتات ذات البين بين القريب وأهله بعد نشوء أية فكرة، وبين الصديق وشريكه، وبين الزميل ونظيره، بين الرئيس ومرؤوسيه، وبين الصانع، والمشرف، والمخطط، والمنفذ..، بل صاحب الفكرة، والمقياس، والمسطرة، والفأس، ومثل ذلك بين التجار، والبائعين، وبين المستهلكين، والتنفيذيين، الأفراد والجماعات..،
في المشروع الصغير تهيئة طاولة الطعام إعداداً، وترتيباً، وتنظيفاً، إلى بناء برج، وإنجاز صناعة، ونسج خطة، ونشر ثقافة، وتعليم درس، وبناء شخصية في المشروع الكبير..
إن نجاح أي مشروع ما لم تتضافر له جميع العناصر المرتبطة به لن ينجح..
بدءاً بفكرته وتخطيطه، وعناصره البشرية والمادية، وانتهاء بتكاتفهم، وتضافرهم، وتقسيم الأدوار بينهم بدقة، ونظام، وتفاعل خلاَّق في منظومة متآلفة لا تتنافر لأي سبب، وتقدّم مصلحة المشروع عن ذاتها، والجماعة عن الفرد فيها..
ففي ضوء غياب هذا تفشل المشاريع وتذرو أفكارها الريح...
ويسألون فيما بعد، لماذا تفشل مشاريع ثقافية على سبيل المثال، وتتبدد تكاليف إنجازها، جهود أفراد كانت، أو كانت مقدرات مال...؟!
يجري هذا في البيوت، وفي مؤسسات العمل، والخدمات،...
ويظهر كثيرا في الإعلام..، والتجارة..، والتعليم..، والاقتصاد...
بل في الشارع، بعدم اتباع نظام السير، والفوضى عند الشراء في الأسواق، مثلاً هناك العجب العجاب في السلوك المتبع من قبل السائقين، والمتبضعين بإفشال خطط التنظيم، وسيرورة النظام..
ناهيك عن مشاريع ثقافية وفكرية، وتربوية وتعليمية، وتنموية وبنائية.. وما في القائمة بمفرداتها ...
ويسألون لماذا يتفشى الفساد..؟، واختلاف الرأي، وشللية المواقف..؟
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855