إن صدق بشار وإخوانه وطائفته وعشيرته، فإن الخضوع للإرادة الدولية بالتخلص من الأسلحة الكيماوية يعد تطوراً إيجابياً وقراراً يفيد المنطقة والشعب السوري والسلم العالمي، إلا أنه ليس السلاح الوحيد الذي استعمل لقتل الشعب السوري.

السلاح الكيماوي سلاح واحد استعمل أكثر من مرة، إلا أن استعماله في جريمة الغوطة لم يدع للمترددين ولا حتى المتسترين من حلفاء الأسد مجالاً للسكوت، فالفضيحة كانت أكبر من أن يُسكت عليها، ولهذا فقد اتفق «الكبيران» أوباما وبوتين على تسوية طُبخت أثناء قمة العشرين في بطرسبرج، وتم التفاهم عليها خلال العشرين دقيقة التي التقى فيها أوباما بالسيد بوتين أثناء حفل العشاء في عاصمة القياصرة الروسي.

وبعد أن حصل أوباما على مخرج من القيصر الجديد لإنزاله من أعلى الشجرة التي صعد إليها بعد أن ادعى بأنه سيعاقب من تجرأ على تجاوز خطوطه الحمر..!!

بوتين كان سعيداً بأن يكون المنقذ لأوباما، فهذا يتوافق مع سعيه ارتداء جلباب القياصرة، ويظهره بأنه جدير بمساواته مع نظيره الأمريكي كتأكيد على الثنائية القطبية الأممية. وبوتين هنا لم يحصل على فرصته في مشاركة أوباما كرسي القمة القطبية، بل إنه يساعد من يشاركه القمة الخروج من المأزق الذي أوصله إليه تردده.

هكذا تصور الصحافة الروسية والإعلام الروسي ومن يروج له من إعلام الحلفاء بما فيهم الإعلاميون السوريون ومن يعمل معهم من اللبنانيين والإيرانيين، وهذا ما كان يتمناه بوتين بأن يتحدث عنه الرفاق والأصدقاء بالصفات نفسها التي كانت تطلق على خرتشوف وكوكبة القادة السوفيت السابقين الذين كانوا يحتكرون بصفة حصرية صفة دعاة سلام في تقارير إعلام الأصدقاء. الآن بوتين يتباها بأنه أعاد الاعتبار لروسيا كشريك تحتل مقعدها بجدارة إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية في القطبية الدولية، وأنه يتفوق على أوباما بأنه داعية سلام، ومنقذ للبشرية ولمنطقة الشرق الأوسط بخاصة من حرب كاد أوباما يقودها إليها.

داعية السلام الروسي هذا أخذ يروج لهذه الصفة وينشرها حتى قبل أن يتم التصرف بالأسلحة الكيماوية التي يقتل بها حليفه بشار الأسد شعبه، وحتى أن هذا السلاح الكيماوي إن أفلح تفاهم الروس والأمريكان في إخراجه من معركة إبادة الشعب السوري، لن يساعد السوريين في وقف جرائم القتل اليومي التي تُرتكب يومياً بحقهم. فداعية السلام بوتين لا يزال يواصل إرسال الأسلحة الأخرى إلى الرفيق بشار الأسد من صواريخ وطائرات وقذائف وقنابل متعددة وطائرات حربية تنشر الدمار في كل مدينة وقرية سورية.