حاولت الكاتبة سمر المقرن أن تمارس نوعاً من «التباكي» على حال المرأة العاملة لدينا ومدى معاناتها مع السائق الأجنبي وصعوبة «الحصول» على سائق نظامي، ومن ثم طرحت فكرة قيادة المرأة للسيارة للتخلص من استنزاف السائق، وبذلك تكون المرأة بديلاً ناجحاً لهذا السائق الذي قد يكون غير نظامي، وتضطر الظروف لدى المرأة إلى الاستعانة بأكثر من جهة كالليموزين وسائقي (توصيل المشاوير)، وتؤكد الكاتبة على ضرورة إعطاء المرأة (عنصر الثقة) في قدرتها على التصرف مع مشاكل الطريق وضرورة أن تمسك بمقود السيارة وتبقى المسألة حرية شخصية لمن تريد القيادة.
الحقيقة قرأت مقال الكاتبة فوجدتها تتجاهل المشاكل التي ستخلقها قيادة المرأة للسيارة من ظهور ازدحام وكثافة حركة مرورية ستفرز كثيراً من المشاكل والمعوقات فضلاً عن عدم قدرة المرأة على التعامل مع ظروف الطريق في أجوائنا الحارة. كما أن قيادة المرأة للسيارة لن تجعلنا نستغني عن السائق الأجنبي وهذا ما تؤكده المجتمعات التي سمحت للمرأة فيها بالقيادة. كما أن هناك استنزافاً جيوب الرجال من أجل توفير سيارة لزوجاتهم وبناتهم.
إن فكرة قيادة المرأة للسيارة إبحار في عالم الخيال الحالم ودغدغة لمشاعر حواء التي لن تستطيع أن تمارس القيادة في ظل هذا الزحام وتلك الظروف.
لقد ظهرت الكاتبة كصوت جميل يعبر عن إحدى مشاكل المرأة ويقدم همومها لكنني أخالفها الرأي مع تقديري لكل نزف كتابي أصيل ينثر معاناة حواء.
محمد بن عبدالعزيز الموسى - بريدة