سعادة رئيس التحرير حفظه الله
إشارة لما كتبه الأخ عبدالرحمن السلطان بجريدة الجزيرة يوم الأربعاء 14 شوال 1434هـ تحت عنوان (بين المغرب والعشاء) تحدث فيه عن قصر الوقت بين الصلاتين وأنه قد لا يتجاوز الساعة بالنسبة لعامة الناس ولا يتجاوز الـ(45) دقيقة بالنسبة للمراكز التجارية، وتلك الدقائق قليلة على قضاء الحاجات وتحد من التوسع في فتح المحلات التجارية، علما بأن الطرق كما هو معلوم توصف بالمزدحمة ليل نهار مما يستهلك الكثير من الوقت لمن قصد السوق بين الوقتين والوقت بين الصلاتين الآن يعتبر قصيراً فيما لو اختير للتواصل بين الأقارب والمعارف والأصدقاء، وفي كثير من أحاديث المجالس يصفون ما بين الوقتين بأنه لا يؤدي الغرض من تبادل الزيارات لقصره، بل بحساب الوقت الضائع كما أن ما بعد العشاء يراه البعض وقتاً محرجاً للزيارة نظراً لكونه الوقت المناسب لتناول طعام العشاء لدى الكثير من الناس. والأحاديث التي ترغّب بتأخير صلاة العشاء كثيرة ولا تخفى على أهل العلم والمعرفة ومنها (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يؤخروا صلاة العشاء إلى ثلث الليل أو نصفه)، وحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج ذات ليلة وقد ذهب عامة الليل فقال: إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي وقد أستدل الشيخ العثيمين - رحمه الله- بهذا الحديث لأفضلية تأخير صلاة العشاء. وفي حديث أنس رضي الله عنه قال (أخَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء إلى نصف الليل). وفي صحيح مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وقت العشاء إلى نصف الليل) وقوله صلى الله عليه وسلم (لولا ضعف الضعيف وسقم السقيم لأمرت بهذه الصلاة في أن تؤخر إلى شطر الليل)، إلى غير ذلك من الأحاديث التي تحض على تأخير صلاة العشاء إلى نصف الليل إذا لم يكن هناك مشقة بينما لم أجد حديثاً واحداً يحض على تعجيلها.. ومنذ عدة سنوات ونحن نؤخّر صلاة العشاء في شهر رمضان المبارك للتوسيع على الناس ولم نسمع أن هناك من يتضايق من التأخير ولم تحدث له سلبيات وحقيقة أن الاستمرار بتأخير صلاة العشاء كما في رمضان سيؤدي نفس الهدف الذي أداه في رمضان، بل أجزم أنه سيكون أعظم فائدة للناس لأنه سيكون هو الوقت المناسب والدافع للتواصل بين الأقرباء والمعارف والأصدقاء لأنه ليس بالطويل ولا بالقصير، بل سيكون سبباً رئيسياً لدعم التواصل وحقيقة أن هذا الموضوع قد كتب عنه مرات ومرات عبر الصحف الورقية وعلى رأسها الجزيرة واتب هذه السطور ضمن من كتب وما تلك الأسطر إلا تكرار وتأكيد على ما سبق أن كتبته بتاريخ 8 شوال 1432هـ. ومن هذا المنطلق أتمنى، بل أدعو هيئة كبار العلماء للنظر في هذا الموضوع لأهميته وقياساً على المعمول به في رمضان وخصوصاً أنه لن يكون هناك مشقة على أي من الناس عند تأخير صلاة العشاء بزيادة 30 دقيقة عمَّا اعتدنا عليه في السنين الماضية ولا سيما أن هناك اختلاف في الظروف فيما بين الماضي والحاضر تدعو إلى التأخير.. وفَّق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
صالح العبدالرحمن التويجري - الرياض