على حد علمي، لا يوجد في العالم قيادة مزاجية مثل قيادة سائقي الشاحنات في بلادنا. ويدعم هذه المزاجية غياب أنظمة صارمة أو حتى نصف أو ربع صارمة بحق المستهترين من سائقي هذه المركبات بكل أنواعها، من الحافلات إلى ناقلات الغاز والزيت إلى ناقلات الحمولات الخفيفة أو الثقيلة، إلى درجة صرنا نرى فيها هذه الشاحنات وهي تسابق السيارات الصغيرة على الطرق الدائرية والسريعة.
إن الكثيرين منا تغلي دماؤهم، حينما يشاهدون الممارسات الخطرة لسائقي هذه المركبات القاتلة، وبعضنا سبق له أن جرّب واتصل بالمرور ليبلغ عن رقم لوحة شاحنة، دون أن يرد عليه أحد، أو دون أن يجد بلاغه أذناً صاغية.
وبالمناسبة، فإن لا هيبة للمرور عند هؤلاء السائقين، ولا ألومهم، لأنهم لم يشاهدوا ولم يسمعوا مَنْ طُبِّقَ في حقه عقاباً رادعاً يوقفه عند حدّه.
هل من الممكن في هذا السياق أن تلزم الإدارة العامة للمرور المؤسسات والشركات والأفراد العاملين في مجال النقل الثقيل، أن يشهروا لافتة خلفية، تحمل اسم الشركة أو المؤسسة واسم السائق ووسيلة الاتصال بالمسؤول المباشر، وذلك ليقوم المواطن بإبلاغه عن تجاوزات السائق، في حال لم يستجب المرور للبلاغ.
هذا الاقتراح ربما لا يكون عملياً لدى أعزائنا المسؤولين، ولكننا نحب أن نفزع معهم!